في عيدك الثمانين أراك ل إبراهيم رقبان
19-04-2007 03:00 AM
عندما انظر لتلك الوجه الفلسطيني الشامخ، أرى ما فعلته ريشة السنين والايام على وجهها ،أرى في تقاسيم وجهها خارطة وطني ارى الكبرياء الاسطوري يتسلل من عينيها، أرى الماضي والحاضر والمستقبل يجتمع كله بين كفيها، أرى الدفء والحنان والعطاء بلا مقابل، أرى شجرة الزيتون فيها راسخة في اعماق الارض وفروعها في السماء ، اراها حكاية ، اراها اسطورة اراها قاموس اللغة والتاريخ اراها وطني
أراها أمي..................
ثمانون عاما وما زال وجع الغربة يخالج صدرها، ثمانون عاما وما زال الحنين والشوق والامل بغد اجمل ينتظرها، ثمانون عاما وما زالت تجمع بأمتعتها وأشياءها الثمينة لتعود بها الى قريتها، ثمانون عاما وما زالت تجلس مع منجلها وطاحونتها وسل القش القديم وثوبها الفلاحي المطرز بشتى ألوان الربيع واغنية الصباح في ايام الحصاد وقطف الزيتون.
تشتم رائحة قريتها في كل ابناء جيلها ،في صندوق عرسها ،في أساور يدها، في رائحة جسدها، ثمانون عاما وما زالت تعيش غربة الوطن داخل الوطن ،وتتسلل يدها تحت مخدتها قبل النوم يوميا لتلمس مفتاح بيتها القديم فتطمئن انه ما زال موجودا فتشعر براحة غريبة تجعلها تغط في نوم عميق. تعيش ذكرياتها في كل الحكايات التي تحدثنا بها، عن البيدر وبيت الزعتر وخبز الطابون وقهوة الصباح في ساحة القرية، عن موسم الخير والمطر، عن عصافير الصباح، عن أهازيج الأفراح عن ظفائر النساء عن كل تفاصيل الحياة.
تغرس فينا العشق الفلاحي القديم ، تزرع فينا سنابل القمح الذهبية، تستنهض فينا العزة والكرامة في زمن الذل والخنوع.
تشعرك انك ما زلت حياً، انك ما زلت إنساناً
أنك ما زلت فلسطينياً
هكذا ارى امي في عيدها الثمانين
فهل تروا امهاتكم مثليّّّّ ؟؟؟؟