القدس تصافح الشرفاء .. ولن تغفر لأحد ..
فيصل تايه
11-12-2017 09:23 PM
الشرفاء وحدهم من يصنعون البسالة دفاعا عن مقدساتهم بروحهم المعنوية العالية التي باركها الرب في علاه لتمتص كل الأعاصير ، وتكفل احتفاظها بقوة الإنبات الجبارة القادرة على الفعل والصمود والتصدي وتجاوز كل تلك الأعاصير وتوظيفها لصالح صلابة وفائدة الأمة والانتصار الحضاري في هذا الصراع الذي يتكالب فيه الأوباش الترامبيون والصهاينة .
السطو على عروبة القدس يأتي في إطار مخطط و سيناريو امبريالي صهيوني معد سلفا يهدف الى الاستحواذ على القدس الشريف لانتزاع قلب العروبة النابض ، تمهيدا للسيطرة الأبدية على المقدسات الاسلامية والمسيحية ، و كل ذلك يحدث في ظل هذا الصمت و التخاذل الدولي ، و في معمعة انشغال العرب بأزماتهم المقيتة و احداثهم القميئة .
ما فعله ترامب الاهوج بشأن القدس دخل منعطفاً خطيراً ، و الحكومة الصهيونية لم تعد معنية بإخفاء مخططاتها التي اصبحت مدعومة علنا من قبل الادارة الامريكية ، و هي تنفذه جهاراً نهاراً ، إن كان عبر مؤسساتها الرسمية ، أو عبر أذرعها الإرهابية من المستوطنين أو غيرهم ، ولم يعد سراً أن نتنياهو يراهن على حالة العجز و الهوان التي تسود المؤسسات والحكومات العربية ، فضلاً عن الأداء المريب و المخجل للمجتمع الدولي .
ما يحدث للقدس يمثل تحدياً واستفزازاً صارخاً لمشاعر أكثر من مليار ونصف ينتشرون في جميع أنحاء العالم من المسلمين وذلك بالطبع جرّاء التفريط بالمبادئ والقيم العليا ، فقد أصاب بعض العرب العجز عن التصدّي للعديد من القضايا والمشكلات المصيرية ، اولها انتزاع القدس من اصحاب الولاية واخفاؤها عن واجهة الأحداث الى الأبد ، لكن القدس ستبقى عروبية اصيلة بوصاية هاشمية ولن تغفر لكل المتخاذلين .
ان الموقف الأردني الرسمي يتجلى بكل اعتزاز ، فهو موقف واضح وصريح ، لان القدس جزء من عقيدة الهاشميين ، وانتفاض الاردنيين اليوم ، يمثل ذروة التعبير التراجيدي عن حالة الفخر ونشوة التضحية والفداء ، لتتكسر عنجهية القرار والتصدي للتهويد والاستحواذ على ما تبقى من قدس العروبة .
ابناء الاردن وأبناء بيت المقدس .. ومعهم الله .. يقفون كل يوم وقفة تضامن وشرف ليسقط القرار الجائر المنافي لكل الاعراف ، يسحبون معهم كل الشرفاء ، فيرتقون ويرتفعون ، ولن يختبئ احد من لعنة القدس التي لن تستثني أحداً من المتخاذلين عن حق العروبة والاسلام ، وستطارد كل من ترك المقدسات وحدها .. والقدس لن تغفر لأحد لأنها هي الكرامة المسلوبة ، والقدس الرمز والروح وصندوق السر والقوة ، والقدس ستبقى شامخة صامدة عزيزة ، تصافح الشرفاء ، والتاريخ لا يرحم .
عاش الاردن .. عاشت فلسطين .. عاشت القدس حرة عربية .. وتباً للخاسئين .
ودمتم سالمين