أخوة يوسف أدْخلوه الجُب فماذا فعل "الاخوان" بإخوانهم؟
11-12-2017 05:42 PM
عمون- لقمان إسكندر - أخوة يوسف أدْخلوه الجُب. وكذلك فعلت الإخوان المسلمين بإخوانهم. كان الظن أن ربيعا عربيا سيسفر عن تداول للسلطة، لكن إجهاض "الربيع" أفرز عن نتائج عكسية.
صار المطالبون بالديمقراطية دكتاتوريين على أنفسهم، يمارسون ما تمارسه السلطة العربية. قيادات حزبية بنكهة الأنظمة العربية. لا تداول ولا ديمقراطية.
كنا نقول سابقا أن اليسار لا يؤمن بالديمقراطية أداة للحكم، سواء من حيث الأداء التنظيمي الداخلي لديهم أو بالعمل العام، ثم نشعر بالاستحسان أن الإسلاميين تنظيميا ووطنيا يعترفون باللعبة الديمقراطية ويمارسونها.
اليوم هم واليسار سواء.
لقد نجحت الثورات المضادة في نتائجها. جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تمارس تداول السلطة تنظيميا قبل حقبة الربيع العربي فرضت على نفسها دكتاتورية القيادة بعد الربيع، فأقصت شخصياتها الفاعلة وانتهجت عمليات طحن أخرى، ثم أدخلوا شخصيات أخرى في مغارة النسيان اقصاءً. هُمّشت وطُحنت، ثم تسلم الأمر بالتعيين وبمزيد من التعيين.
على أن تجربة أخوان الأردن مُنْبَتّة عن تجارب "الدعوة" في الخارج. هنا نماذج من الاسلام السياسي اليوم تؤكد اصرارها على مبدأ تداول السلطة. منها حركة المقاومة الاسلامية حماس.
وتحمل قيادات في الجماعة الأمر إلى الثورات المضادة التي جاءت لقطع الطريق على الربيع العربي حتى لا يثمر ديمقراطية سليمة. على أن ما لم يكن بالحسبان لعب الاخوان "الثائرين سابقا" بأوراق "الضد" منهم.
صحيح ان الحركة الإسلامية في الاردن مارست التداول الإيجابي مبكرا، وكانت سابقة لغيرها في التداول منذ 94 العام الذي جرى فيه استبدال المراقب العام التاريخي المرحوم محمد خليفة بالانتخاب، ثم تداول آخر عام 2006 باستبدال عبد المجيد ذنيبات بعد 12- عاما من بقائه بالموقع، ثم تعديل اللائحة لتحديد ولاية المراقب دورتين متتاليتين 8 سنوات، وتغيير القيادة بعد سنتين من انتخابها عام 2008 بعد الفشل في تقدير الموقف من الانتخابات النيابية، واستقالات في الأمين عام حزب جبهة العمل الاسلامية عام 2009. لكن كل ذلك انتهى لصالح "الدكتاتورية".
اليوم تمارس الجماعة ما تعلن انها ترفضه فيما يقع لجمعية المركز الاسلامي. في التجربتين ظهر ان من السهل أن يصبح المؤقت دائما.