عندما يخاف الرشاش من الحجر فاعلم ان الرشاش بيد السارق...
وعندما تخاف سريّة من الجنود من شاب مقيد و معصوب العينين فاعلم ان الحق مجرداً أقوى من الباطل مجحفلاً..
هو مجبولٌ من الارض.. وهم هلامٌ سيذوبون فيها كما ذاب من قبلهم .
الحجرُ من روح الارض، والرشاش طارئ ولن تتمسك الارض بالطارئ.. ولا زالت تلفِظه .
اصمد ولا يضيرنك منطق الواقع فالأرض لا زالت تتكلم العربية و لم يُعَبرنها مظاهر دولة مارقة تحاول ان تثَبّتَ قطعانها بمستوطنات مجانية و بسلاحٍ يرتجف من حضرة طفلٍ وزنه اقل من وزن الرشاش.
هذه الارض لن ينبتَ فيها الزرع الحرام و إن نبت قليلا فلا شك انه سيتساقط كما تتساقط حشرات المنِّ عن عروق سنديانة عمّرت مئات السنين .
اصمد؛ فالزمن منحاز إليك و يتجه نحوك بأسرع مما انت تظن.. و التاريخ لك.. و الجغرافيا لن تقبل غيرك .
رغم كل التهجير و المجازر أنتم تزيدون و هم ينقصون.. تزيدون عددا لان حكمة الله بَارَكْت في نسلكم انتظارا لذلك اليوم و هم لن يزيدوا عددا منذ الازل و لن يزدادوا الا جبنا جينياً يتوارثونه جيلا فجيل.
تزيدون تشبثاً بالأرض و هم يزدادون رعباً .
تزدادون وعيا و إنسانية و فكرا و ثقافة و هم يزدادون جهلا و تعدياً و ظلماً .
لن يصمدوا أمامكم لأنهم لا زالوا يعيشون بشعور المؤقت و الطارئ و أنتم تعيشون لأجل الارض .
مرابطينَ هناك انتظارا لأمر قريب ، سبعون عاما ليست اكثر من سطرٍ في التاريخ و لطالما سطّرت هذه الارض صفحات وملاحم ألهمت الكون.. فلن يضيركم ذلك لأن فترة جلاء الظلم أسرع كثيرا من وقع الظلم و لان سرعة السقوط أضعاف سرعة النهوض.. ما دام الحق سيبقى موروثا جيلا فجيل فلن يكون الحق الا لصاحب الحق.