مملكة البحرين ثغر من ثغور الأمة العربية، ورافد أساسي من روافد الأمن القومي العربي. فبالإضافة لموقعها الاستراتيجي في الخليج العربي، وأهميتها لأمن الجزيرة والخليج العربي بشكل خاص والأمة العربية بشكل عام، فان للبحرين مكانتها الخاصة عبر تاريخ الدولة العربية الإسلامية، بدءا من دولة المدينة المنورة الإسلامية وحتى يومنا هذا.
كما تعتبر دولة البحرين من الأقطار العربية الناشطة في مجال العمل العربي المشترك، وتفعيل مبدأ التضامن العربي، ولها دورها في مؤسسة القمة العربية وعضو مؤسس وفاعل في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالإضافة لكونها عضواً فاعلا في المجتمع الدولي، ومؤسسات التنظيم الدولي وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة.
أسوق هذه المقدمة بعد أن فاجأتنا اصوات مسؤولين ايرانيين تشكك بعروبة البحرين، هذا الافتراء التاريخي والقيمي والأخلاقي، هو عين الدعاية الإيرانية التي يرددها بين الحين والآخر الساسة الإيرانيون، فقد سبق لصحيفة ''كيهان الإيرانية'' ، التي أوردت يوم لاثنين 9 تموز-يوليو2007، في افتتاحيتها وبقلم رئيس تحريرها '' حسين شريعة مداري'' المقرب من مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية'' آية الله علي خامئني''، ''....بأن البحرين فارسية!!!''، واليوم يأتي صفوي آخر و يشكك بعروبة مملكة البحرين، ويدعي أنها ''محافظة إيرانية''. ناسيا ومتناسيا لحقائق التاريخ والجغرافيا، وضاربا بعرض الحائط كل القيم والأعراف الدولية، ومتجاهلا كل ما يحكم علاقات حسن الجوار والمصالح المشتركة من تقاليد ونواميس.
و كسابقتها، أعلنت الحكومة الإيرانية بأن هذا التصريح لا يمثل سياستها الرسمية تجاه البحرين، لكن أنّا لمحاولات'' التقية '' هذه من اقناع الرأي العام البحريني والعربي والإسلامي بل والدولي، بسلمية التوجه الإيراني تجاه الأمن الإقليمي. إن هذا التصرف غير المسؤول لا يشكل تهديدا لأمن وسلامة البحرين فحسب بل يمثل تهديداً للأمن القومي العربي ، ويعتبر سلوكاً غاية في الخطورة على الأمة العربية، ويعرض السلم والأمن الإقليمي والدولي للخطر. إن التشكيك بعروبة البحرين سيقود إلى زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، والتي تعتبر من أهم المناطق الإستراتيجية في عالمنا المعاصر، ليس لبعدها النفطي فحسب، بل لموقعها كحلقة وصل بين حضارات كل من الشرق والغرب. كما أن هذا الإدعاء يشكل شداً عكسياً للعلاقات العربية- الإيرانية، والتي من المفترض أن تكون مبنية على مبدأ حس الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر.
وإذا كانت إيران قد استطاعت احتلال الجزر العربية الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وفي لحظة تراجع تأثير ودور النظام الإقليمي العربي آنذاك ، فان النظام العربي والمجتمع الدولي اليوم لن يسمح لها باستباحة امن وسلامة دولة مسالمة لها دورها في الاستقرار الإقليمي هي مملكة البحرين.
نحن مع علاقات سلمية مع الجارة إيران، التي ننظر اليها كدولة اسلامية شقيقة بالرغم من أن الواقع قد يشير لغير ذلك لان تهديدها لدولة البحرين، وقمعها لشعب عربستان العربي، ورفضها الانسحاب من الجزر العربية الإماراتية، واستعدائها المتواصل للقومية العربية ونظامها الإقليمي، امثلة على نواياها تجاه الأمة العربية وأمنها القومي.
almajali47@yahoo.com