استضاف احد منصور مقدم برنامج شاهد على العصر في قناة الجزيرة الفضائية ما سمى نفسه "كاتب البيان الاول لثورة يوليو في مصر" اركان حرب جمال حماد. جاءت هذه المقابلة بعد حوالي 40 عاما على وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.. وصممت منذ لحظاتها الاولى لتكون مرجلا هائلا ينفث سموما حاقدة على سيرة الرئيس الراحل وذلك بوصفة بشتى النعوت والاوصاف المجافية لحقيقة الرجل ودوره. ومع ان السيد جمال حماد لم يكن له اية مشاركة من اي نوع في الثورة باستثناء كتابة بيانها الاول كما يزعم، الا انه "عمل من الحبة قبة" كما يقولون، وكان على مدار الحلقات باكملها يوجه للرئيس الراحل لكمة تلو اخرى بلهجة عدوانية تثير الاستغراب والشفقة في نفس الوقت.. رافق ذلك للاسف دعما مبرمجا غير مسبوق من مقدم البرنامج كما لو ان البرنامج بحلقاته العديدة خصص لالحاق الاذى بسيرة عبد الناصر على كافة المستويات الشخصية والسياسية وما يتعلق بآلية اتخاذ القرار اثناء حكمه.

لقد حدث وضع مشابه عندما قام مقدم البرنامج بتخصيص حلقات مطولة من نفس البرنامج قبل عدة اشهر لاستضافة شخصية عراقية قامت بتقديم كمية هائلة من المعلومات المشوهة عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وهنا اطرح السؤال على احمد منصور وقناة الجزيرة: لماذا يسمح هذا المنبر الاعلامي الهام ان يستخدم من قبل اشخاص تثور حولهم شبهات كثيرة فيما يتعلق بمصداقية ما يقدمونه للمشاهد العربي في هذه الفترة التاريخية الملتبسة من حياة الامة؟ ولماذا يتم تقصد رموز تاريخية في حياة الامة لها رصيد شعبي كبير لدى الجماهير العربية من المحيط الى الخليج ؟ ولماذا يتم السماح لرأي واحد دون رأي آخر يقابله .. خاصة ان الاتهامات توجه ضد قيادات قومية انتقلت الى جوار ربها ولم تعد موجودة للدفاع عن نفسها وعن انجازاتها ؟

ولماذا تسمح الجزيرة وهي القناة التي شكل مراسلوها جيشا عظيما في الدفاع عن غزة وهي تتلوى تحت ضربات الجلاد الصهيوني لمدة اثنين وعشرون يوما .. وكانت الجزيرة تنقل الى العالم اخبار العدوان بكفاءة اعلامية عالية... اذن لماذا تسمح لمثل هكذا برامج ان تبث وهي تعلم ان ملايين المشاهدين العرب يتباعونها؟ وهل يجوز ان تصبح بعضا من برامجها عبئا ثقيلا على رسالتها ودورها ؟

هذه مجموعة من الاسئلة أامل من ادارة قناة الجزيرة التمعن بصورة جدية في الاجابة عليها.. حفاظا على دورها الذي لا زلنا كعرب نعتبره دورا مشرفا..