يا عرب .. لا تتركوا الأردن وحيداً
عصام قضماني
10-12-2017 01:57 AM
الأردن القيادة والشعب في مقدمة جهود التصدي لتهويد القدس , بل يكاد يكون الوحيد الذي يتحرك , فالعرب
على مستوى الحكومات غير معنيين سوى بإصدار البيانات.
هذه هي الحالة كما نراها , وهذه هي الصورة كما هي عليه اليوم , لكن القضية هي حتما تخص الشعوب العربية مسلمين ومسيحيين وحركة الشعوب لا تتوقف فالقدس كانت ولا زالت وستبقى العنوان الأول للمقدسات الإسلامية والمسيحية ومهد العرب ومنتهاهم.
يعرف القاصي والداني موقف الهاشميين على مر التاريخ وإن كان جلالة الملك عبداالله الثاني يتوج بغض هذه
المواقف اليوم , فهو صوت لم يتوقف عن التشديد في كل مناسبة على أهمية الوضع في القدس والتحذير من أي اجراء يمس الوضع القائم فيها، فالقضية الفلسطينية هي القضية المركزية في الشرق الأوسط ويجب أن تبقى كذلك.
لا شك أن إسرائيل في ذروة نشوة الإنتصار , لكنها أيضا تتابع بقلق تحركات الأردن والملك وهي تخشى تأثيره القوي على مستوى العالم في إبقاء القرار الأميركي يتيما دون تأييد فالمهم هو أن يبقى كذلك ما سيحدد حرية حركة إسرائيل في إحداث تغيير جغرافي وديمغرافي وتاريخي في القدس , فالعالم يراقب والقدس في عين الحدث.
لا يريد الأردن أن يبقى وحيدا في هذه المعركة فالقدس ليست مسؤولية أردنية فقط وإنما هي مسؤولية عربية وإسلامية ومسيحية ودولي والقرار الأميركي لن يغير الحقائق التاريخية، ولن يؤثر على الحقوق التاريخية والقانونية للفلسطينيين والعرب؛ ولكل مسلمي ومسيحيي العالم في القدس الشريف.
تحرك الأردن ليس عاطفيا فهو قدم وسيعيد تقديم مرافعة قانونية تؤكد أن القرار الأميركي يتعارض مع القانون الدولي والقرارات والمواثيق الدولية ويخالف قرارات الجمعية العامة والمحكمة الدولية ، وقرارات مجلس الأمن منذ إحتلال القدس عام 1976.
ستحاول إسرائيل تحويل القرار الى تفويض لإستكمال التوسع في بناء المستوطنات وتهويد القدس لكن عين الأردن مفتوحة للتصدي لهذه الإجراءات وتثبيت الوضع القائم في القدس؛ وسيستخدم دوره التاريخي والقانوني في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
صحيح أن الأردن قادر على التأثير لكن القدس تستحق حركة عربية قوية بما تمتلك من تأثير ونفوذ إقتصادي وسياسي لمنع أي دولة من أن تتخذ ذات خطوة الولايات المتحدة في الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل.
إذا كانت الحكومات العربية غافلة اليوم عن مخاطر ما يجري في القدس وحولها فالشعوب ليست كذلك فإما أن تتبع شعوبها أو أن شعوبها تتبع غيرها من الدول ذات النفوذ في المنطقة مثل إيران أو غيرها من التيارات المتطرفة.
ما يميز الموقف الأردني ملكا وحكومة ومؤسسات وشعب هو توحده , وليس هذا فحسب بل إنه لم يترك مجالا للمزاودات داخليا وخارجيا وقد كان موقف القيادة أبدا سابقا على كل المواقف لأن القدس في عقيدة الهاشميين هي الأغلى والأعز وهي أولى القبلتين وأول المقدسات.
أيها العرب لا تتركوا الأردن وحيدا فتخسروا و يذهب ما تبقى من ريحكم !.
الرأي