الكفر .. والبصق وفقدان الشهية
د. ثابت النابلسي
09-12-2017 11:10 PM
لم َتعُدْ أي أطباق تستهويني ...
مزاجي المتقلب ......،
رغبتي بالإستفراغ لكل ما أراه من حولي ...
ما عادت تحتل مقدمة شهيتي سوي أن أعلن كفري.... .
كافر أنا .... بكل الأطباق المعدة مسبقاً ....
كافر أنت بما كفرت به قبلك ....
أعلن الكفر بالمطابخ وبكل الوصفات الغربية ، وبكل سماسرة الأسواق العربية ، سموم الطعام الملون أصبحت مصدر للحساسية ، تصيبني بأمراض وتظهر لها أعراض لم يعد بإمكاننا تجاهلها او التمثيل بأنها عارضة وتزول بزوال الأسباب .
لقد فقدنا شهيتنا بحجم البصق الذي رأيناه بأم أعيننا آلاف المرات في أطباق كرامتنا ، وتجاهلنا الأمر واعتبرتها كبري المطابخ وإنها من أفضل الوصفات ، والكفر بعينه أننا صدقنا بما قالوا وبصقنا ثم بصقنا وتناولناها وصرخنا بصوت عالٍ ، نعم من أطيب الأكلات .
كفرنا ... وكفروا هم أيضا ...
كفرنا بأنفسنا لدرجة أن الأموات ممن سبقونا وماتوا بنفس الطعم ومن نفس المطبخ وبوصفة البصاق الممزوج بكفرنا وضلالنا وعذرية أمتنا ، صاحوا بنا من قبورهم لا تستمعوا بمضغ الطعام، انه الموت الزؤام .
فقدت شهيتي وشهوتي
فلا صالح للأجساد أن ترتع ولا أمل للأجيال أن تترعرع ، كلها ستأكل من مطبخ الْخِزْي وتناضل من أجل العار وتموت فداء ٍ للمجهول ، كيف سأستبدل منطقي بعد كفري وفقدان شهيتي ، كيف سأقف مرفوع الرأس ،مسنود الظهر ،وأنا من صفق للحر عندما باعوه في سوق العبيد ، كيف سأنفذ غارة ليلة على مطبخ الأحبار وحراس المعبد يراقبون القريب والبعيد وهم من أبناء جلدتنا جندهم صاحب القِدْر الكبير .
كيف سأقبل بفحولتي وأنا أعلم أن الأجيال ستأتي مخصية ولن يسمح لأحد بعدها ان يكون .
طبختنا إحترقت...
مطبخهم لم يعد سريا ... بصاقهم أصبح من بركات النعيم وتلاميذ الشيف الكبير ، تعلموا جيداً تقطيع الأجساد وسلق العقول ومضغ القلوب وتصفية الكرامة لتصبح كل الاطباق سموم وسموم ألغام تنفجر في فجر أمة همّها ملئ البطون .
كافر... أنا ...بكل العناوين والمواضيع وبكل ما كان وسيكون وانتم أيضا ستكفرون ....
الكفر ...فضيلة ..
نعم لكل المؤمنين بالحقيقية ،حقهم ان يكفروا بظلم عاشوه وظلام إعتاوا العيش فيه ، هذه أمنيات لكنها بيد العازمين والكافرين بواقعهم الأليم ،لتصبح حقائق وتُمْسي وقائع ، هكذا عهدنا أنفسنا تصارع ،.....
نعم ونتضرع لله القادر أن يستبدلنا بغيرنا، او نصلح أنفسنا فيصلح لنا حالنا ونجدد إيماننا،.......
نعم ونطبخ حينها طعامنا بأيدينا ونكتب وصفة الأجيال... ،أدام الله عَلِينا نعمة الأمن والأمان وحبنا للأوطان ومليكنا بخير وولي عهده وشعبنا الاردن بخير ودمتم .