التحالف الأردني الجديد ..
سميح المعايطة
09-12-2017 12:39 PM
لعل الأردن وقيادته كان الأكثر إحساسا بخطر قادم على القدس و القضية الفلسطينية في عهد ادارة ترامب ولهذا كان الملك حريصا ان يتحدث مع الإدارة الجديدة حتى قبل أن تتولى الحكم ،فكانت زيارة الملك إلى واشنطن قبل عام من الآن تماما ليحاول فهم ماستفعله هذه الإدارة ويحذرها من اي خطوه خطيرة.
وكان التعامل الأردني واضحا في التأكيد على الملف الفلسطيني لأنه ليس مثل غيره ذهب ببوصلته نحو الملف الأهم رغم كل الملفات الصعبة في الاقليم ،وكان صادقا وليس مجاملا او مراوغا في موقفه ولايتعامل فقط لغايات أداء الواجب .
وحين جاءت هذه الازمة التي أعتقد البعض أنها ستكون عبئا واحراجا للأردن أثبت الأردن أنه قادر على ان تتحول الأزمات التي يتعرض لها الى محطات وطنية ،وكلمة السر هي الصدق في موقف الدولة تجاه هذا الملف العربي ،القيادة الاردنية لا تمارس المراوغة مع مواطنيها ،والموقف الذي تعلنه للناس تجاه القدس وفلسطين هو ذاته الذي تتحدث به في كل العالم ،ولهذا لا تجد نفسها محرجه أمام أي طرف في الداخل او الخارج ،كما أنها لا تجد نفسها مضطرة للهروب من موقفها بأي لغه او تعامل غير مفهوم كما نرى عند قراءة مواقف أخرى.
وحتى ماذهب اليه البعض من تحليل بأن الأردن سيدخل في محور جديد وسيغادر بعض تحالفاته فالأمر ليس دقيقا واستشهدوا بزيارة الملك إلى تركيا التي لا يمكن اعتبارها خطوة غريبة او عنوانا لتغير محاور لأن أردوغان كان في عمان قبل أسابيع ،لكن الأردن الذي تعنيه قضية القدس معني بالتنسيق مع كل الأطراف التي تريد فعل شيء لخدمه قضية القدس ومنها تركيا التي ترأس منظمه التعاون الإسلامي.
الأردن اختار ان يكون في محور نصرة القدس ولهذا كان الفعل الأردني الداخلي موحدا ،وتحولت هذه الازمة الى حالة تقوي الحالة الداخلية الاردنية فالجميع يمارسون ذات الفعل من أعلى هرم الدولة جلالة الملك إلى كل مواطن عبر بطريقته عن رفضه القرار الأمريكي.
الأردن دوله ناضجه ولا تمارس إلا الفعل المناسب ،كما أن صدقها مع نفسها وشعبها ومع العالم هو الذي جعل قادة أوروبا يقولون ان على العالم الإصغاء الى الملك لأنه يتحدث لغه واحدة جعلت منه طرفا صاحب مصداقيه.
الأردن محوره اليوم صدقه مع قضيه فلسطين ،وانسجام الناس مع الدولة ،والبحث عن اي مسار يخدم قضية فلسطين وليست تلك المحاور الوهمية التي يصنعها البعض لغايات أخرى .