القدس في عقيدة الإدارة الأميركية
عصام قضماني
09-12-2017 12:59 AM
ربما تكون رسالة التهنئة التي سارع نائب الرئيس الأميركي مايكل بنس إلى بثها عبر فيديو الى شعب إسرائيل !!
هي الأوضح في شرح خلفيات وأسباب قرار الرئيس الأميركي ترمب إعلان القدس عاصمة لإسرائيل. رسالة التهنئة والإمتنان الى شريك الكفاح المشترك في دولة الإحتلال لم تخل من معان دينية لكنها أكدت تفوق إسرائيل على سواها من حلفاء مشكوك فيهم طالما هو في الصف المماحك لإسرائيل الصادقة أبدا، وقد أجابت عن تساؤلات كثيرة أحاطت بقرار ترمب غير المسبوق لرئيس غير مسبوق وبرأته من تهمة التهور أو الغباء السياسي.
ترمب هو الأوضح في ربط مصير الولايات المتحدة بمصير إسرائيل والأجرأ في تقديم عقيدة الحزب الجمهوري الحاكم كما هي دون مواربة على قاعدة الإعتقاد الديني المغلف بالقناعة السياسية والكفاح المشترك وقضيتها العادلة، فإسرائيل ناجحة وهي لذلك مكروهة من جيرانها العرب الذين لا يتوقفون عن تهديدها ويريدون مسحها عن الوجود وما تفعله هو الصواب حتى لو رآه العالم كله خلاف ذلك فالعالم يكذب وإسرائيل هي الصادقة وبذلك تحول اللعنات الى بركات وهي الحليف الأعز والأقوى لأميركا والقدس هي الوطن الأزلي والعاصمة الأبدية والموحدة للشعب اليهودي وللدولة اليهودية.
هذه هي العقيدة الأميركية الثابتة تجاه إسرائيل وهي إن تغيرت أدواتها أو وسائل التعبير عنها فقد ظلت ثابتة في جوهرها وهي التي تبرر اليوم قرار أميركا باعتبار القدس عاصمة موحدة لدولة الإحتلال في قرار لا يقل أهمية عن وعد بلفور وقيام دولة إسرائيل وإحتلال القدس كما صنفه نتانياهو نفسه في رسالة شكر جوابية، القدس هدية بسيطة تتوج مكانة إسرائيل وقيمتها في هذه العقيدة التي لخصها مايكل ريتشارد بنس نائب الرئيس الأميركي في رسالة التهنئة والتعاطف السياسي والديني لشعب إسرائيل.
هذه العقيدة المترسخة لم تبلغ نهايتها بإعلان القدس عاصمة موحدة للدولة اليهودية فهي ستبلغها بإعلان إسرائيل دولة يهودية كاملة في خطوة لاحقة لن تكترث برفض العالم المفتري على إسرائيل وليذهب هو والمنطقة وكل مخاوفهما الى الجحيم طالما أن الوعد الإلهي يتحقق ويستحق التضحية.
من يقول أن ترمب لا يعرف خطورة قراره المغطى بالوفاء بوعود إنتخابية، مخطىء، فهو يعرف تماما خطورة هذا القرار بل أكاد أزعم أنه يريد لهذه المخاطر أن تقع بما يخدم هدف تقديم المنطقة كوجه للإرهاب والتطرف الذي لم تدفع إسرائيل ثمن وجودها فيه فحسب بل حولت لعناته حتى الآن الى بركات وشحه الى وفره وفقره الى غنى ومرضه الى صحة !!.
قرار ترمب بوجهه السياسي وخلفيته الدينية سيحول قواعد اللعبة وهذا هو المقصود، بعد أن فرغت المنطقة أو كادت من تنظيم داعش وما المساس بالقدس ومكانتها الدينية والتاريخية عند العرب والمسلمين الا سعي لإنتاج جديد للتطرف الديني بكل إتجاهاته ومنابته وأصوله في منطقة كانت في طريقها لأن تبرأ منه.
الراي