من الذي طعن الاردن وفلسطين؟
د.مروان الشمري
08-12-2017 02:09 PM
فعلها ترامب وأعلن القدس عاصمة للكيان الصهيوني في موقف خالف فيه عرفاً تبعه كل الرؤساء الامريكييين منذ ترومان وحتى ما قبل وصول ترامب للرئاسة، فعلها ترامب وأعلن ان إعلانه تجسيد لواقع حال وتنفيذ لقانون أمريكي أقر سابقا وانه بإعلانه هذا يساعد الدفع بعملية السلام، فعلها ترامب وطالب القيادات الجديدة العربية بمساعدته في ضبط ردود الفعل العربية، فعلها ترامب بعد سلسلة مثيرة من الأحداث لا يمكن لعقل الا يسترجع تتابعها الزمني وارتباطها وصولا لقرار ترامب الأخير، فعلها ترامب وافرح اليمين الصهيوني وانصاره حول العالم فها هو الكنيست يدعو لاجتماع سيشرع فيه قانون القدس عاصمة موحدة لدولة اسرائيل اليهودية كما سماها نتنياهو، فعلها ترامب ولَم يبدُ القلق على اي من مسؤوليه ووزراءه وقادة كيانه وقنواته التلفزيونية ووسائل إعلامه المقروءة والمسموعة والمكتوبة والمرئية وخصوصا القناة العاشرة.
ما لا يعلمه ترامب ان الديمغرافيا أقوى من ورق القرارات غير الشرعية وان التاريخ لا ينتهي الْيَوْمَ ولَم ينتهي بالامس، تناسى ترامب ان الارض ترفض الا ان تكون لاصحابها وان الأمة وان ماتت وخان بعض من فيها الا ان الخير فيها، تناسى ترامب ان الاردن والقدس هما في حالة ارتباط وجداني وثقتها دماء شهداء الجيش العربي.
في الوقت الذي أعلن فيه العالم القضاء على داعش وبعد زيارة واحدة لترامب للمنطقة زار فيها ما تسمى عاصمة المسلمين الرياض وتكريمه من قبل حكامها بارفع قلادة وارفع وسام وتوقيع اكبر صفقة في التاريخ بقيمة ٤٦٠ مليار دولار، وبعد لقاء اجرته صحيفة إيلات السعودية مع رئيس أركان اسرائيل وصف فيها السعودية انها لم تكن يوما عدو لإسرائيل، وهي نفس الصحيفة التي كذبت في موضوع فتح المسجد الأقصى وادعت كذبا انه فتح بعد أتصال مسؤولي السعودية بترامب وهو الامر المجافي للواقع حيث ان الاردن هو من مارس ضغوطه واستخدم اوراقه للضغط على الكيان ففتحت أبواب المسجد، بعدها تتوالى الأخبار عن تحالف سعودي إسرائيلي ضد طهران وعدت فيه اسرائيل بالتصعيد ضد أذرع طهران مقابل شيء ما لم نعرفه حينها، تتوالى تسريبات الاعلام فيطل المحللون الأمريكيون عبر السي ان ان وفوكس وغيرها ويتحدثون كما لم يتحدثوا من قبل علنا وجهارا ونهارا عن مشاورات علنية بين اسرائيل والرياض فيما يخص صفقة يخطط لها جاريد كوشنر، لم نعرف ايضا من الذي طلب تنحية الاردن عن ملف المصالحة الفلسطينية رغم اننا المعنيون بشكل مباشر بكل تداعيات اي تطور يخص القضية الفلسطينية، تواصل فئة او فئات جهة او جهات شخص أو أشخاص جهودها لابعاد الاردن واستهدافه في الصميم، فقبل اعلان ترامب وأثناء غزل متبادل بين اعلام الكيان وبعض الدول العربية شن اعلام الكيان هجوما شديدا على الاردن وقيادته تحديدا وحصرا واتُهم الاردن تحديدا وحصرا بالتطرف واستثنيت كل الدول العربية التقليدية من هذه الاتهامات!
اعلنها ترامب فرد عليه بنو هاشم الاخيار دون خوف او تردد وأخبره بنو هاشم ان قراره ارعن وان قراره باطل وغير شرعي ولا يعتد به، اخبره الاردنيون عن بكرة ابيهم ان اتفاقات الظلام بينه وبين بعض العربان لا قيمة لها ولا تساوي الحبر الذي كتبت به.
يدخل الاردن تحديدا والفلسطينيين الْيَوْمَ مرحلة باتوا يوقنون فيها ان مصيرهم المشترك هو الْيَوْمَ اكثر وضوحا ولا يترك مجالا للشك. ندخل مرحلة تتطلب اصطفافا خلف قيادة هذا البلد التي اثبتت صمودها وصدقيتها ومصداقيتها امام الأمة كلها، ندخل مرحلة لن يكون ما بعدها كما قبلها وربما يكون متطلبها الإجباري اعادة تموضع وتنويعا في استخدام الأوراق وحكمةً لا نفتقدها ابدا
اخيرا فان المتابع للمواقف الديبلوماسية العربية وتصريحات زعاماتها يلاحظ ان الاردن هو الوحيد الذي أعلن صراحةً ان اجراء ترامب باطل قانونيا وانه لا يعترف به وان الإجراء لا يغير شيئا على الارض وهنا تساؤل اخر عمن أبدوا أسفهم ولَم يعلنوا انهم يرفضون القرار ولا يعترفون به كما فعل الاردن وتركيا.
من الذي طعن الاردن وفلسطين؟