ما بقي في الميدان غير حميدان
د.هيا عاشور
07-12-2017 07:53 PM
يومٌ حزين هو من ايام تتابعت في أحزان المواطن العربي ، ولن استخدم مصطلح :" الأمة العربية" حيث ما بقي من هذا المصطلح ثوابت تؤيده.
تتوالى الأحداث بتسارعات غير مسبوقة ومن كان يعتقد ان هذا القرار فيه الفلسطيني متضرر !
فهو يلبس نظارات المتغنيين بأناشيد الضباط الأحرار، والناصريين في الخمسينيات .
فبحسرةٍ وألم لا أرى سوى متضررا وحيد بهذا القرار، واجزم أنه ليس عبثاً كما يتداول البعض من رئيس يبتغي ارتفاع شعبيته ، وأرقام الرضا، بل هو مؤسسي استراتيجي مدروس ، وكما يقول المثل الشعبي:( ما بقي في الميدان غير حميدان ).
فلم يبقى سوى بلدي الغالي الاردن بما كان يسمى دول الطُوق سواه لم يتبعثر فسيفساء تجانسه كما هو في مصر بين مسلم وقبطي ، وغني وفقير، ولبنان وتشتتات أطيافه، وسوريا وشرذمة مكوناته، والعراق وزواله .
كان بمقدور الادارة الامريكية لو كان المقصود هو فقط تحقيقا لوعد ان تُخرج هذا القرار بغير ما خرج في الامس .
وحتى في اختيار التوقيت فقد راعى أن يكون في ليلة الخميس لتجميع صفوف المُستفزين في تحضير لجُمعة يرجونها سوداء ، لتكون هي الشرارة في تفريق لُحمة الاخوة بين الأخوين الأردنيين من طرفي ضفتي النهر ، فما استطاع بنكهم الدولي ولا صندوق نقدهم من بعد الضغط علينا بتجويعنا ، ان يُحرك فينا ساكنا اتجاه بَعضُنَا البعض إلا عكس بذلك من مزيد من لُحمّة وتكاتف ووقوف خلف قيادتنا الهاشمية . فكان هذا الاستفزاز والذي يعتقده البعض انه لعبا بالنار وإنما هو اشعال للنار، اذا لم يتمكن الحُكماء الخيرين في بلدي من ضبط وإدارة الأقل حظاً من خبرة وثقافة والجُهال وسيعمل القائمين على هذا القرار من دس المنافقين المُرتزقة في استفزاز طرفي المعُادلة ما بين متظاهر ومدافع عن الأمن ، ولهم بذلك لحم الجمل وحليب ناقته لتكون هي الشرارة التي تشعل ناراً وليس لنا الا رجاء واحد في حكمة جلالة الملك حفظه الله في ادارة وقيادة هذه الأزمة بنفسه مُستعينا بالوطنيين الأحرار من حوله اصحاب الباع الواسع في السياسة وإدارة الأزمات، ومن كلا الضفتين ، أمثال مضر بدران وزيد الرفاعي واحمد عبيدات وعون الخصاونة وطاهر المصري ، وايضاً من اصحاب الفكر والنخوة أمثال طلال ابو غزالة وزياد المناصير ، وكذلك ممن يمتلكون ثقابة الفكر الأمني العسكري والذي لا يُزاود عليه احد أمثال حسين هزاع المجالي .
بهذه الثلة وغيرهم من ابناء الوطن يقود جلالة مليكنا المفدى ادارة هذه الأزمة ليُخرجنا ويكون كيدهم في نحرهم .
لكل اخ واخت أردنية ولكل متظاهر وحامي أمن اتوسل اليهم التحلي بالصبر وتحكيم العقل قبل العاطفة في هذه الأحداث وما تُمليه علينا في طيات سطورها من ويلات .
ربي اجعل هذا الوطن آمنا مُطمئنا، انت مولانا واليك نُنيب واقبل دعاءي في ليلة هذه الجمعة المباركة بإذن الله لا سوداء كما يريدونها.