هلموا بنا نشرب معا نخب الهزيمة الألف، هلموا بنا نتبادل معا طرائف جحا في ذكرى هزيمتنا الألف!
بلا خجل، وبلا حياء، وكما عودنا دائما تاريخنا، لنحتفل معا على طريقتنا الهزلية بالهزيمة الألف!
مدمنون نحن على شرب خمرة الهزائم، ومدمنون نحن على أكل فتات المهانة، ومدمنون نحن على تناول كسرات الذل، ولا نستطيع أن نحيا حياتنا بدون هواء الجبن أو ماء الخواء، معاذ الله ذلك!
لربما هذا هو قدرنا لدهر من الدهور أو عصر من العصور، ولربما هذا هو مصيرنا لزمان من الأزمنة أو مكان من الأمكنة! فهكذا نحن إذن منذ ده، منذ عصر: رمز للمهانة، وأكبر تمثال زبرجدي للعار، وللخزي!
هذه إف-16 (إعتراف ترامب بالقدس عاصمة للعدو الصهيوني) أخرى أرادت أن تبدد من جديد حلمنا العتيق، وأن تقصف من جديد أقلامنا القديمة، وأن تحرق من جديد قصائد درويش وروايات كنفاني، وأن تدفن من جديد حقدا توارثناه كابرا عن كابر مذ كنا نقطة التكوين!
هذه إف-16 تقصف غزة (الكرامة العربية) من جديد، وهذه دينا مطر قديمة (عزة النفس العربية) تموت من جديد، عل الموت يحيينا!
تحت التراب: دينا مطر، وفوق التراب: عرب بطر!
سيداتي سادتي،
هلا دنوتم مني لأسألكم برب البحر إن كنا أهلا لهذا الزمان المر؟! وأي فخر لنا ونسبة النمو في ماليزيا أعلى من أعلى نسبة نمو في أي قطر عربي؟! وأي عزة لنا ونسبة إستخدام "الإنترنت" في غانا أعلى من أعلى نسبة إستخدام لها في أي قطر عربي؟!
إذا إبتعدوا عني قليلا، إذ لم يعد لنا مكان أو زمان للضحك! لم يعد لنا حق بنشوة فرح أو دمعة سرور! لم نعد أهلا للفخر أو العزة؛ فقد أعلنا للملأ براءتهما منا! لم نعد أهلا لكتابة القصيدة ولا أهلا للقلم! لم نعد أهلا لهذا الزمان المر!
ماتت دينا مطر كما ماتت، لربما لتدفن مع جسدها ذلنا، وهواننا، وخواءنا، ومتوشحة بعلم بلادها دفنت، لربما لتستر شجبنا، وإستنكارنا، وتنديدنا!
أفلا تسيرون على هذا الطريق؟! علكم تطفئون ذاك الحريق! أفلا تمشون بهذا الدرب؟! علكم تلحقون بذاك الركب!
قولوها مرة، أنطقوها مرة، إسبقوا الفعل مرة ولا تبقوا مختبئين بجحور ردة الفعل كالعذارى في أكواخهن خائفات من وهم الإغتصاب!
قولوها مرة ، أنطقوها مرة، عل الزمان يعترف بنا أهلا له!
للذكرى:
تحت التراب: دينا مطر، وفوق التراب: عرب بطر!
ملاحظة: كجزء بسيط لا يكاد يذكر من رد الاعتبار للكرامة العربية ولعزة النفس العربية، أهنت كلبي يوم أمس بإطلاق إسم "ترامب" عليه.