facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الرقص فوق الثعابين!


أ.د. أمل نصير
07-12-2017 01:37 AM

سقط طاغوت آخر ممن تشابهت مصائرهم في الخلع أو القتل وكأنهم لم يسمعوا بالمثل العربي الشهير: (انجُ سعد فقد هلك سعيد)! فقد رأى عفاش اليمن مصير القذافي، ومبارك، وبن علي، ولم يتعظ، بل منعه غروره تصديق أنه سيلقى مصيرهم في القتل أو الخلع، فاختار الله له أسوء المصيرين قتلا وتمثيلا على مرأى من العالم كله.
لم يقنع المخلوع حينما خرج اليمنيون في ثورتهم السلمية ضد حكمه بما ضمنه له أصدقاؤه من السلامة له في حياته وأسرته وملياراته المنهوبة من دم شعبه الفقير، فأراد هذا كله إضافة إلى عرش اليمن له ولأبنائه من بعده، وكأن لسانه حاله يقول لأصدقائه: أنا لست أقل منكم فلماذا لا أحتفظ بعرشي وأورثه لأبنائي من بعدي؟! ناسيا قواعد الحكم الجمهوري الذي تفاخر به كثيرا في خطاباته!
ولأنه تعود على نقض العهود والتآمر على الآخرين، عاد إلى الحوثيين أعدائه التقليديين، وكأني به يقول عدو عدوي صديقي، فتحالف معهم انتقاما من الثورة وانتقاما من أصدقائه التقليديين، الذين وافقوا على خلعه، وسلمهم وطنه ليستباح ويدمر، وترك شعبه ليقتل أو يموت جوعا أو حصارا أو مرضا...
هذه قاعدة حكام العرب: (إلى الأبد أو تحرق البلد)...حرقت اليمن، وانتصر أعداء الأمس، ولما اقتربوا من حماه اختلف معهم، فعاد إلى أصدقاء الأمس بعد أيام قليله من التشهير بهم بإعلانه وثيقة لأحد ملوكهم تطالب باحتلال جزء من العالم العربي، إذ يبدو أن إيقاع رقص عفاش اليمن هذه المرة ارتفعت وتيرته، فجاء سريعا جدا، فلم يهنأ برقصته الأخيرة، فقتل شر قتلة.
هذا نتيجة الرقص مع الثعابين، ولو طال الزمان، ومهما امتلأ الإنسان غرورا معتقدا القدرة على ملاعبة الشياطين أو الثعابين؛ وأنه يجيد الرقص مع أمثاله بما يملك من دهاء ومناورة وتفوق بالأهل والعشيرة، والمال فسرعان ما يسقط.
مات عفاش اليمن ولا أظنه يستحق تأبينا أو تلويما؛ لأن المهم اليوم مصير شعب كامل مقبل على مجاعة كبرى، ومخاوف من حرب أهلية إضافة للحرب الخارجية لا أحد يستطيع التنبؤ بنهايتها في ظل تمكن حوثي بما يلقاه من دعم خارجي، وفي ظل تفكك عربي، وصراعات داخلية وخارجية كافية لإهمال الاهتمام بمصير اليمن وشعبها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :