غريب امر هذا الصمت العربي ازاء تصريحات افضى بها مسؤولون ايرانيون وانتهكت سيادة وعروبة مملكة البحرين !، فالاصل ان البحرين دولة عربية حرة مستقلة وذات سيادة وعضو في جامعة الدول العربية والامم المتحدة وسائر الهيئات الدولية ، ومن هنا ولو فقط من هذا الباب يفترض ان نسمع كلاما عربيا يرفض ما ذهب اليه اولئك المسؤولون الايرانيون ويقول بوضوح ان مملكة البحرين دولة عربية وان شعبها شعب عربي بالتالي وهي ليست تابعة لاحد!.

للاسف لم نسمع شيئا من ذلك على الاطلاق ، فالصمت يحمل احد امرين فاما ادانة للموقف الذاتي المتخاذل عن الرد ، او هو اقرار بان ما قيل صحيح وفي هذا الطامة الكبرى فعلا عندما لا يجد العربي عربيا اخر يدافع عنه امام الظلم ولو بكلمة !.

التصريحات الايرانية الاخيرة تدخل المنطقة في المزيد من شبح التوترات حقا وتعبر عن تدخل خارجي بشؤون ليس البحرين وحدها وانما بشؤون العرب كافة ، وهو امر يرفضه قطعا كل عربي من المحيط الى الخليج.

مؤلم ومحزن هو حال العرب اليوم ، ففي كل بلد تقريبا معضلة حتى لقد صار العرب نهبا لكل الباحثين عن غنيمة ، وهذا واقع يحتاج بالضرورة الى مراجعة شاملة قد تحاول وضع حلول ما ولو آنيا او جزئيا لهذا الواقع المأساه!!.

ايرانيا نستغرب ان نسمع كلاما يصدر عن مسؤولين ايرانيين كذلك الذي سمعناه بحق البحرين ، خاصة في هذا الوقت الذي يكثر فيه الاخوة في ايران الحديث عن دعم القضية الفلسطينية لا بل ويستعدون لعقد مؤتمر وشيك مهم تحت شعار" دعم فلسطين" ، فالاصل ان من يدعم فلسطين حقا لا يلغي عروبة البحرين ولا يواصل احتلال الجزر الاماراتية الثلاث.

هناك تناقض واضح في السياسة الايرانية ازاء العرب ، وهو تناقض يعزز وجهة نظر اولئك العرب الذين يشككون في مصداقية الموقف الايراني من فلسطين ويرون فيه موقفا غطائيا لموقف استراتيجي اخر يرمي للهيمنة على المنطقة برمتها باسم الانتصار لفلسطين ولبس لبوس الدين في دعم المقاومة العربية الاسلامية عبر حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني ,لتحقيق هذا الهدف الايراني الفارسي بامتياز!.

نعم هناك تناقض ، فكما هي فلسطين ارض عربية بامتياز ، فان البحرين والجزر الاماراتية ارض عربية بامتياز كذلك ، ولا يمكن للمنطق ان يتقبل الكيل بمكيالين والحديث عن دعم ايراني عندما يتعلق الامر بفلسطين ، بينما يقولون مسؤولون ايرانيون ان البحرين تابعة لايران وان الجزر الاماراتية جزر ايرانية! .

نقسم على محبة ايران ونؤكد ان الشعب الايراني شعب شقيق وصديق وان كل عربي يتمنى افضل العلاقات مع ايران العزيزه ، ومن هنا فنحن نطالب اهل الحل والعقد والرأي في ايران باعادة نظر شاملة في استراتيجية ايران تجاه المنطقة ، ويقينا فلو كان المرحوم الامام الخميني حيا اليوم لفعل ذلك حتما لان الظروف التي كانت عام 1980ما عادت هي الظروف ذاتها اليوم ، وقطعا فانها ظروف تتطلب تعاونا عربيا ايرانيا يقوم على اسس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية و تكريس منهجية الاخوة بين شعوب يفترض انها دينيا وجغرافيا وتاريخيا على قدرمن الاخوة الحقة !.

مطلوب مصارحة عربية ايرانية عبر اعلى المؤسسات الرسمية مستوى لوضع النقاط على الحروف ووضع المخاوف على طاولة البحث وتجلية كل شيء ، لان مواصلة السكوت عن ذلك تنطوي على حقائق مرعبة وخطيرة جدا وعلى الطرفين وهي حقائق لم تعد تحتمل الصمت اكثر مما هو حاصل ، ولمصلحة الطرفين معا!!.
والله من وراء القصد،،،
She_abubakar@yahoo.com
19/2/2009