facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




مع الملك نحو القدس ..


عدنان الروسان
06-12-2017 12:41 PM

عمون - خاص - إن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس من تل أبيب ليس بذلك الحدث الجلل على الصعيد العملي فلا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها ، و لا يضير الفلسطينيين و العرب بعد ضياع فلسطين كلها من البحر إلى النهر و بناء مئات المستوطنات في كل زاوية و على كل تلة من تلال فلسطين و إحراق المسجد الأقصى أن تكون سفارة أمريكا في القدس أم تل أبيب أم بيسان أو غيرها ، غير أن الرمزية التي تريد أن تؤشر بها الولايات المتحدة الأمريكية بهذه الخطوة هي تذكير الفلسطينيين و العرب بخيبتهم و عجزهم و هوانهم على الناس.

نقل السفارة الأمريكية إن تم فهو ليس إلا حلقة في مسلسل إذلال العرب على أيدي أمريكا الحليف الذي كلما أذلنا كلما ازددنا تعلقا به ، و كلما شتمنا تقربنا إليه أكثر و أرسلنا له العطايا و المنح و كلما ناصر إسرائيل علينا كلما تفهمنا مواقفه و تابعنا مشوار حبنا له و غرامنا به ، و قبله الرئيس بوش قال أنا ذاهب في حرب صليبية جديدة لغزو العراق و قبله حينما احتلت إسرائيل القدس دخل اليهود إلى الأقصى و التسجيل موجود و موثق و هم يهتفون " محمد مات خلف بنات ، محمد يلعن .... ) و كانوا يشتمون الذات الإلهية و الدين الإسلامي ، و مثل هذا كثير جدا من الوثائق التي تؤكد ازدراء الزعماء الأمريكيين و البريطانيين للإسلام و المسلمين.

كل هذا و بعض العرب يعقدون مؤتمرات إسلامية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و يقيمون تحالفات عسكرية مع أمريكا لذبح بعضهم بعضا و لا يقفون موقفا موحدا و لو مرة واحدة في تاريخنا الحديث لنصرة شعوبهم ، لنصرة أنفسهم ، لنصرة الله ، مرة واحدة ، الأتراك و الملك سافر اليوم إلى تركيا فتح الله عليه و ألهمه الحكمة ، الأتراك حلفاء أكثر من العرب ألف مرة للولايات المتحدة الأمريكية و هم عضو في حلف الناتو و مع هذا حينما وجدوا أن الولايات المتحدة تتآمر عليهم بدعم الأكراد في سوريا و العراق ، و تتآمر عليهم مع الانقلابيين قلبوا لأمريكا ظهر المجن و ذهبوا إلى أقصى اتجاه معاكس و اشتروا أسلحة من روسيا و تحالفوا معها و تناسوا كل الخلافات مع إيران و تحالفوا معها و وقفوا مواقف مؤثرة جدا حينما تحدو أوروبا و أمريكا معا بالعقل و الحكمة طبعا و لكن بالحزم أيضا ، و نجحوا في ذلك نجاحا يحسدهم عليه كثيرون.

الأتراك أرسلوا الرسالة الأقوى و الأكثر تهديدا لأمريكا فيما لو أقدمت على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ، و المواقف العربية على اختلاف قوتها لم تصل إلى المستوى التركي أو الإيراني ، نعلم أن حجم الأردن و موقعه الجيوسياسي يدفعه للخوف من اتخاذ خطوات حاسمة تجاه إسرائيل و أمريكا خاصة و هو يرى تخاذل الأشقاء في دعمه ماديا و هو في ضائقة عظيمة تكاد تعصف به فكيف يمكن أن يتوقع دعما سياسيا و دبلوماسيا و عسكريا فيما لو اتخذ مواقف أكثر تشددا ، و لكننا في نفس الوقت نعلم و يعلم العالم أجمع أن المقدسات التي كانت عهدة عمرية صارت عهدة هاشمية و بالتالي فإن الأردن يجب أن يكون له مواقف حاسمة و قوية و ربما تكون اللحظة مناسبة أن ينعطف الملك بنا انعطافة نحو اتجاه أخر غير الاتجاه البريطاني الأمريكي الذي لا فائدة ترجى منه ، فنحن مسافرون منذ أكثر من سنتين عاما للمحطة الأمريكية البريطانية و لا يلوح في الأفق أي بوادر توحي بالوصول إلى تلك المحطة و كأننا نسافر في منتصف اللاشيء ، و بروح اللامعقول.

إن التحالف مع الروس و الأتراك و الإيرانيين أشرف ألف مرة من التحالف مع أمريكا فقد أذلتنا أمريكا سياسيا و اقتصاديا و دبلوماسيا و لا نأخذ منها إلا كلاما معسولا و تروغ منا كما يروغ الثعلب ، ربما حان الوقت لتوبيخ إسرائيل و تحذيرها من مغبة الاستمرار في لعبة الاستكبار و التطاول ، فمهما استكبرت تبقى إسرائيل الصغيرة التي لو فتحت الأبواب أما شباب العرب لحرروها بأيام أو ساعات و إسرائيل تعلم ذلك كما يعلمه القاصي و الداني .

إن موقفا أردنيا قويا بعد التنسيق مع الأتراك و الروس و الإيرانيين و بعض الدول الإسلامية سيعيد الألق لموقفنا و وطننا و يعيد احترامنا لذلتنا ، و الشعب الأردني متضايق جدا من الفقر و الضنك و العوز و ربما الجوع و لكنه سيقبل بطيب خاطر أن يصطف مع الملك و خلفه في موقف أردني عربي إسلامي مشرف يسجل لنا جميعا بأحرف من نور عند الله و عند خلقه ، و أنا متأكد أن إسرائيل اقل من أن تعتدي على الأردني و أضعف من أن تغامر بتهديدنا إذا ما امتلكنا موقفنا القوي الذي يعيد ترتيب الأوراق في المنطقة من جديد و مرة أخرى تركيا أمامنا مثال واضح لمن أراد أن يعرف كيف تفهم أمريكا و أوروبا و بأي لغة.

قبل أن أغادر اليهود لا خلاق و لا عهد لهم و اقرؤوا التاريخ كله وسيجيبكم من هم اليهود.
كلنا خلف الملك .. كلنا مع الحاكم العربي الاسلامي الذي يكاد يقف وحيدا للدفاع عن قدس الاقداس ..





  • 1 هلا عمي 06-12-2017 | 01:44 PM

    حنا جنودك يابو حسين
    وكل الأردنيين الأحرار أبناءك " نحن رهن الإشارة يابو حسين "

  • 2 wafas 06-12-2017 | 03:02 PM

    الله يحميك ويحمي بلدنا

  • 3 آدم 08-12-2017 | 02:11 AM

    مقال رائع سيدي ابوحسين الله يعينك وللأسف لوحدك كانو الأردن هي الدوله العربيه والاسلاميه الوحيده يكفي أن الله معك ومن ثم نحن والله ماهو كلام بس

  • 4 آدم 08-12-2017 | 02:11 AM

    مقال رائع سيدي ابوحسين الله يعينك وللأسف لوحدك كانو الأردن هي الدوله العربيه والاسلاميه الوحيده يكفي أن الله معك ومن ثم نحن والله ماهو كلام بس


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :