“نيويورك تايمز”: لماذا يحرج رئيس الولايات المتحدة بلاده ويقوض تحالفاً بارزاً وحاسماً؟
05-12-2017 12:28 AM
عمون - كتبت صحيفة “نيويورك تايمز” في افتتاحيتها ليوم الاحد، مقالاً هاجمت فيه موقف ترامب من إعادة نشر التغريدات المسيئة للمسلمين الأربعاء الماضي.
وقالت الصحيفة في الافتتاحية التي ترجمها “شرق وغرب اللندني” أنه “لم يعد يرى البريطانيون بأن هناك حاجة لبعض الرهانات عبر المحيط الأطلسي، حيث حطم الرئيس ترامب كل شيء عندما قام بإعادة نشر تلك التغريدات الدعائية المحيرة والمعادية للمسلمين، والتي نشرتها جماعة بريطانية فاشية. وعندما اعترضت رئيسة الوزراء تيريزا ماي، قام ترامب بزيادة الإهانة برد صبياني مزعج. وقد تفاعلت بريطانيا بغضب نادر ولكنه كان غضباً بالإجماع، حيث اتهم أعضاء البرلمان الرئيس وقالوا بأنه غبي وعنصري وحتى فاشي”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “من الواضح بأن تلك ليست الطريقة التي يُفترض أن تقوم عليها “العلاقة الخاصة”، وكما قالت صحيفة تلغراف، هناك فقط سؤال واحد: “لماذا؟” فبعد عام من رئاسة ترامب، أصبحنا معتادين على هياجه المتكرر ضمن تغريداته المجنونة والعدوانية”.
وتابعت الصحيفة: “لكن كل ذلك لا يفسر ما قام به السيد ترامب يوم الأربعاء من خلال التغريدات المخادعة التي تحتوي على مقاطع فيديو تم نشرها من قبل مجموعة صغيرة، معادية للإسلام، تدعى “بريطانيا أولاً”، والمعروفة بقيامها بتنظيم الاستفزازات المزعجة ضد بعض الأهداف الإسلامية في بريطانيا، حيث قام (ترامب) بمشاركة ثلاثة مقاطع منها مع 43 مليون من متابعيه. والتبرير الذي تقدمت به سارة هكابي ساندرز المتحدثة باسم الرئيس على فكرة أن مقاطع الفيديو تسبب تهديداً حقيقياً، كان بعيداً عن الموضوع، فرئيس الولايات المتحدة كان يساعد على نشر دعاية تقوم بنشرها مجموعة للكراهية”.
وواصلت الصحيفة: “لم يتم خداع أحد في بريطانيا. وقد قالت السيدة ماي: “من الواضح جداً أن إعادة نشر تغريدة “بريطانيا أولاً” كان أمراً خاطئاً. كما أجرى البرلمان نقاشاً خاصاً حول إعادة نشر التغريدة، حيث تم شجب السيد ترامب من قبل الأعضاء الواحد تلو الآخر، وطالب الكثير منه بإلغاء زيارة دولة من قبل الرئيس. حتى نايجل فاراج، وهو المتشكك تجاه الاتحاد الأوروبي والذي قاد حملة للسيد ترامب العام الماضي، قام بحث ترامب على “الاستسلام والاعتراف بهذا الخطأ”.
ونوّهت الصحيفة إلى أنه على النقيض من ذلك، كانت جايدا فرانسن، نائبة رئيس “بريطانيا أولاً”، والتي نشرت مقاطع الفيديو، مبتهجة للغاية حيث غردت: “باركك الرب يا ترامب! بارك الرب أمريكا!”.
وأضافت الصحيفة أن السؤال ما زال قائماً: لماذا؟ لماذا يحرج رئيس الولايات المتحدة بلاده ويقوض تحالفاً بارزاً وحاسماً ويهين وينبذ كل المسلمين بمن فيهم أولئك الذين هم بحاجة إلى محاربة “الإسلام المسلح”؟ ولم يكن من الممكن أن تتم إعادة نشر تلك التغريدات بأسوأ من ذلك الوقت بالنسبة للسيدة ماي، والتي يعزى نضالها لإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جزئياً إلى الوعد باتفاق تجاري ثنائي مع الولايات المتحدة.
وتختم الـ”نيويورك تايمز” افتتاحيتها بالقول: “إن مشاركة القمامة التي نشرتها “بريطانيا أولاً” قد تسببت بأضرار خطيرة وغير ضرورية أبداً لمصالح أمريكا ومكانتها في العالم”.
(شرق وغرب اللندني).