بات المواطن الأردني في كثير من تطلعاته "ماضوياً" ينظر إلى الأمور والشأن العام بوجدان الحنين إلى الزمان البسيط.
والمتابع للشأن العام ومواقع التواصل الاجتماعي تحديداً يلمس حالة من "التصحر السياسي" خاصة في الشأن الداخلي، ومحاولات إيجاد شعبية لقرارات مثالاً عليها رفع الدعم عن الطحين وكثير من السلع!
حتى وأنت تتأمل صيرورة الأحداث وتعليقات المتابعين تلمس لديهم تعابير تنم عن فقدان الثقة بكثير من أصحاب القرار، وهذه الحالة ليست جزءاً من طبيعة الأردنيين.
وهذه الحالة أوجدت شحاً في حاضر الأردني فلجأ إلى ماضيه محاولاً التطلع إلى ما يشفي غليله في شخصية عامة تتلاءم وتطلعه إلى سيرة حاولت حمل همومه، وترافق وهذه الحالة أيضاً نشوء جيل جديدٍ لم يدرس مادة التاريخ كما يجب فحضرت السير المتداولة وغابت الرموز وبات الحاضر هلامياً.
كما أن ضغوط اليوميات الاجتماعي منها والاقتصادي على كثير من الأردنيين دفعهم إلى ملء حاجتهم الوجدانية بالنظر إلى الماضي على أنه أكثر ألفة من الحاضر، فبتنا نرى كثيراً من الاستحضار وقليلاً من الاستذكار، وبعضاً من التسطيح.. فهل هذه حالة صحية لدى شعب بات يحكي عن مئوية الدولة ويقترب من جليها الخامس.. ولماذا بتنا نرى حالة من الشح في كل شيء سياسياً؟ وما هي السبل لنملأ هذا الشح..؟
أسئلة كثيرة تطرق على بال متأمل الحالة الأردنية، فلا نريد لحالة الاعوجاج والفراغ والماضوية هذه أن تبقى مسيطرة على أذهان شبابنا، فالعرب قالت " إن الدول تقوم على المال والرجال" وإن كنا نشكو شح الأولى فلا نريد أن نشكو شح الثانية أيضاً.
وما يجري في المشهد المحلي من حالة فقدان الثقة مؤشر خطير يجب الالتفات إليه خارج أسوار نمطية المجاراة التي اعتدناها.
فالانحدار بات يشغل بال الأردني في كل شيء وتقويم ذلك يبدأ من استعادة الثقة، والخروج من حالة "التدوير" التي باتت محل شكوى العباد، فالقناعة بحاجة إلى ثقة والفراغ والانحباس برموز الماضي عبء لا تطيقه العقول منطقاً !
فعلينا إدراك غياب الابداع لدي بعض مسؤولي الصف الاول، بما اضعف المؤسسات التي كانت محل اعتزاز !