المواقع الالكترونية وقراءة الحاضر بعيون وطنية
سليمان الطعاني
04-12-2017 10:37 PM
حين تتناقل بعض المواقع الالكترونية وتتلقف الأخبار، فقط لمجرد الإثارة والتغرير والإيقاع بالناس، فإنها بذلك لا تحسن قراءة الواقع في مجتمعنا الأردني الحبيب، هذا الواقع الذي هو بأمس الحاجة إلى الكلمة الطيبة والحكمة البالغة والقول الحسن والمجادلة بالتي هي أحسن.
وإنها حين تتقاذف الخبر، وأنني لا أعمم حديثي على جميع المواقع، دون التحقق من صحته ومدى تأثيره النفسي والمعنوي على المتلقي ومدى الأذى الذي يمكن أن يلحق بهذه الجهة أو ذلك الشخص موضوع الخبر، على طريقة copy past فإنها بذلك ترتكب بهتانا عظيما بحق هؤلاء وحق كل من تقع عينه على الخبر، وتسهم في خلق حالة من الإثارة المتعمدة والتضليل المفضوح والتلاعب بالعقول لم نسمع عنها إلا في ملاعب شغب الإعلام المتفلت من عقاله، والذي يغرد خارج ساحة المسموح، .
وإن ليَّ عنق المعلومة الصحفية أو الخبر الإعلامي، بما يتلاءم مع أهدافنا عن طريق التضليل والتشويه والتهويل والتضخيم ولفت الأنظار وقلب الصورة يعد عملاً سافراً بحق العمل الصحفي المقدس الذي من أولى أبجدياته المصداقية والمهنية والموضوعية في إطار المُثُل والقِيم السائدة في المجتمع والتي تعطي له وزناً وثباتاً،
في ظل الانتشار الهائل للمعلومات التي ينتحر معظمها في مذبح الكذب والمصالح الشخصية، ماذا نصدق؟ وأي من وجهات النظر نتّبع؟ أي معلومة نأخذ ونتفاعل معها بإيجابية؟ متى ننضج وننمو بشكل أقل إحباطاً؟ تساؤلات كثيرة نضعها أمام القائمين على بعض المواقع التي باتت مصداقيتها في مهب الريح، حين استبدلت الموضوعية بالتهويل والنقد والتجريح والتصيد في الماء العكر...
المطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى، قراءة الحاضر بعيون وطنية خالصة، وقلوب أردنية طيبة، وضمير غير مستتر، حتى نجد ما يستحق القراءة، فالمقتحمون على مهنة الإعلام كثر والدخلاء عليها أكثر، وهنا أشير إلى خطورة الكلمة وصوتها وسوطها في عالم متغير سريع وتكنولوجيا عاتية، تضرب العالم من أقصاه إلى أقصاه ولا ترحم احدا