أيا كان الجدل بيننا حول قضايانا الداخلية وفي مقدمتها الاقتصاد والاسعار وغيرها فإننا نحتاج في هذه الفترة تحديدا ان نكون أردنيين واقصد ان يكون الجميع دولة ومواطنين وكل القوى السياسية الاجتماعية تتبنى موقفا واحدا تجاه ما يمكن أن تحمله الايام القليلة القادمة من تحديات وصعوبات .
ونتحدث هنا عن أمرين هامين يمسان المصالح الوطنية العليا ،وهنا لا نستعمل هذا المصطلح لغايات خطابية بل هي الحقيقة ،وهذان الامران هما احتمال صدور قرار أمريكي باعتبار القدس عاصمه لأمريكا والثاني يخص ما يسمى صفقة القرن التي تعني مشروعا امريكيا لحل القضية الفلسطينية دون إعطاء الفلسطينيين دولة ولا حق العودة ولا القدس ،وكل هذا يعني أننا في الأردن ستدفع ثمنا لهذا ان تم .
في المشهد العربي هنالك من يحاول تسويق المبادرة الأمريكية ومقايضة هذا بمصالح خاصة، لكن كل الأفكار والمحاولات ليست قدرا لا يرد بل هي محاولات سياسية يمكن عرقلتها او افشالها .
ما يعنينا هو جبهتنا الداخلية التي يجب أن تتم صياغتها باتجاه خدمة مصالحنا ،ورغم التشويش الذي يتركه الملف الاقتصادي وبخاصة مع القرارات الحكومية الأخيرة إلا أنه من الممكن أن تفعل الجهات المعنية شيئا، وأن يتم بناء فعل أردني منظم وقوي ضد ما يستهدف مصالحنا الأردنية والتي تتقاطع بشكل تام مع المصالح الفلسطينية ،فنقل السفارة الأمريكية الى القدس يعني إجهاضا لحل الدولتين ،وما يتم تسريبه عن صفقه القرن يحمل قتلا لفكرة الدولة الفلسطينية التي تمثل مصلحة اردنية عليا .
لن يكون الأردن وحده في مواجهة هذه الأمور ان حدثت ، لكننا الأكثر تضررا ،والمهم أن نكون كلنا أردنيين نحمل موقفا واحدا ونمارس ضغطا يخدمنا ولا يربكنا.