على رسلك يا عاطف الطراونة
علي السنيد
04-12-2017 12:34 PM
اظن ان البلاد تمر بظروف خطيرة ولا تحتمل سياسة التأزيم ، وباتت القاعدة الاجتماعية في حالة تأهب وغليان وهي ليست بحاجة ايضا لأخطاء قاتلة يقترفها على التوالي رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، والذي كان عليه ان يفتح باب النقاش الاولي على الموازنة العامة لامتصاص نقمة النواب والشارع لا غلقه بتعسف واضح في استخدام صلاحياته التي منحها اياه النظام الداخلي.
وهو وان كان يتسيد المشهد البرلماني باعتباره يرأس احدى سلطات الدولة المهمة فهو منتخب من نواب يعتبر كل نائب منهم سيد نفسه، وهو معني بتنظيم الية الحوار بين السادة النواب في المجلس لا بتكميم افواههم ، وكي لا يفتح باب الشر على مصراعيه في الاردن ، و يزيد من حدة الاحتقان في الشارع في مرحلة حساسة تشهدها المملكة، ذلك ان المؤسسات الدستورية هي التي يناط بها مهمة تحقيق مطالب الشعب لا الشارع الذي يحل محلها قسرا عندما تفشل في اداء هذه الغاية فتطل الفوضى المدمرة برأسها.
وان كل سياسية خرقاء تفضي الى الانسداد السياسي في الاردن، او تدفع باتجاه التشنج والتأزيم في المشهد الوطني في هذا الظرف الحساس والدقيق هي الاخطر على المملكة، واستقرارها، وتخالف ابسط مقتضيات المصلحة الوطنية.
وانا اعتقد ان رئيس مجلس النواب كان عليه ان يتحلى بالحكمة والرزانة في جلسة يوم امس التي اعلن رفعها ، وان لا يكون حكوميا اكثر من الحكومة نفسها، وليتذكر انه منتخب من الشعب ومن ممثلي الشعب، وهو في موقع شعبي يتطلب منه ان يبتعد عن مجاملة الحكومة ليصبح احد اكبر عوامل استفزاز الناس ، وجلب سخطهم.
فعلى رسلك يا عاطف الطراونة ، واترك الحوار الوطني يأخذ مجراه تحت القبة، ولا تصادر حرية النائب في الكلام، فأنت تتسيد على اسياد، وليس على فاقدي الارادة ، ولا تسلق عمليات التصويت، ولا تترك اية شائبة تشوب عملية عد الاصوات، ولتدرك حجم المسؤوليات المترتبة عليك، وان استقرار الوطن مرهون بالطريقة التي تدير فيها المؤسسات الدستورية عملية الحكم.
وعلى رئيس مجلس النواب ان يدرك اهمية الموقع الذي يشغله بالنسبة للناس، وحجم المسؤوليات الدستورية المنوطة به، وبمجلس النواب الذي يمثل التطلعات الشعبية، وكونه يعد محامي الشعب لا محاميا للشيطان، وهو الركن الشعبي في نظام الحكم، وشريك الملك الدستوري، وهو يحمل امانة المسؤولية الشعبية، وكل نائب يأتي محملا بمهمة الدفاع عن مصالح الشعب، وليس للترويج لسياسات الحكومات التي عصفت بالوطن، وهي التي حولت حياة مواطنيها الى جحيم .