facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الحكومة والنواب والعلاقة غير الملتبسة ..


د.احمد القطامين
04-12-2017 10:17 AM

لم تتمكن الدولة الاردنية عبر تاريخها الممتد لحوالي مائة سنة ان تنجز نظاما سياسيا بسلطاته الثلاث قادرا على قيادة دولة حديثة بالديناميكية المطلوبة التي تحفظ التوازن في محيط اقليمي ودولي اقل ما يقال عنه ان دائم الاضطراب. فهناك من يقول، انه اذا كانت البيئة الخارجية ديناميكية اي بيئة تشهد تغييرات متسارعة فعلى الدولة ان تكون شديدة الديناميكية لتتمكن من الاستجابة الفعالة لمتطلبات البيئة الخارجية، وهذا يقود بالنتيجة الى تمكين الدولة من المحافظة على نقطة التوازن الديناميكية التي لا يمكن الاستغناء عنها لخلق والمحافظة على شروط الاستقرار الداخلي والقدرة على التكيف الخارجي.

ان انظمة الادارة التي تدار على اساسها سلطات الدولة الثلاث لا زالت تعاني من ظواهر تدل على نقص الخبرة، رغم مرور مائة عام على انشاء الدولة، وتبدو الامور كما لو ان هذه الانظمة لا زالت تراوح مكانها كما كانت في سنوات التأسيس الاولى.

ازمة النواب مع الحكومة هذه الايام على خلفية مشروع الموازنة المقدم من الحكومة الى المجلس لمناقشته واقراره وعلى خلفية قرارات الحكومة غير الموفقة برفع اسعار المشتقات النفطية والكهرباء والخبز، تبدو هذه الازمة كما لو انها ازمة مفتعلة.
لماذا مثلا لا تكون الحكومة قد راهنت اصلا بطرحها قرار الزيادات في اسعار الطاقة بالتزامن مع عرض مشروع الموازنة على مجلس النواب انها ستتمكن من اصطياد عصفورين بحجر واحد ؟ العصفور الاول هو توقع ردود الفعل الرافضة للزيادات في اسعار الطاقة من قبل النواب للسماح مما يسمح لها بإعطاء الانطباع لدى قواعدهم الانتخابية بأنهم حقا نواب على قدر المسؤولية ويدافعون عن مصالح الشعب وتغطية ذلك بكثافة من قبل الإعلام الرسمي ووسائل التواصل الاجتماعي.. اما عندما يجري التصويت على مشروع الموازنة تبدأ العاصفة النيابية في الهدوء وتأخذ المعطيات في التحرك بالاتجاه المعتاد.. اغلبية نيابية تصوت لصالح الموازنة كما هو معتاد، ويتم اقرار الموازنة وهذا هو العصفور الثاني.
صحيح تماما ان النواب سيخسرون شعبيا، لكن القواعد الانتخابية كالعادة تعاني من ذاكرة قصيرة الامد، والمراقب لهذه الحالة يعرف ان خسران النواب لبعض من شعبيتهم لدى ناخبيهم غير مهم اطلاقا.. هكذا اثبتت التجارب السابقة.
لكن لماذا هذه الظاهرة الغريبة – أداء النائب لا يؤثر عمليا على شعبيته عند قواعه الانتخابية - ؟
الجواب بسيط لأن نظام الانتخابات النيابية في بلدنا لا يعمل بكفاءة، فهو مصوغ بطريقة تمتص تأثيرات هذه الظاهرة وتطردها من النظام وتصبح الحالة عمليا ان النائب سيعاد انتخابه بغض النظر عن الكيفية التي يدير بها اداءه تحت القبة.
وهكذا مع الاسف تصبح عملية تراكم الخبرة عبر عشرات السنين لا قيمة فعلية لها على ارض الواقع.
انتظروا وسترون..





  • 1 د. حسين البناء 04-12-2017 | 02:32 PM

    جميل و عميق و معبر جدا عن الحالة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :