في الرد على التشكيك والجحود!
حلمي الأسمر
18-02-2009 01:55 PM
لم أقابل سودانيا إلا وذكر الأردن بخير ، ذلك أن جل هؤلاء ، مر بالأردن ، أو سمع عنه ، فهو بين ثلاثة: عولج في الأردن ، أو زارها ضمن وفد عسكري ضمن التعاون الوثيق في هذا المجال بين الأردن والسودان ، أو درس في إحدى جامعاتها ، بل إن كثيرين من الأخوة السودانيين يتذكرون الدور الكبير الذي أداه المستشفى الميداني العسكري في مدينة كاس ، وقد حملني مواطن سوداني يعيش في قرية اسمها بابا في إحدى ولايات إقليم دارفور رسالة حارة للمسؤولين الأردنيين لإرسال مستشفى للإقليم لحاجتهم الماسة له،.
كل هذا مدعاة للفخر والاعتزاز بقواتنا المسلحة ، التي تؤدي دورا إنسانيا ومهنيا مؤثرا ، يرسم صورة مشرقة للأردن وأهله ، ويأتي المستشفى الميداني العسكري الاردني الذي ارسل الى قطاع غزة بتوجيهات من الملك عبدالله الثاني ، ليكمل هذه الصورة ، وهو المستشفى الذي بات مرجعية طبية لمشافي قطاع غزة لما يتمتع به من كفاءات وقدرات طبية عالية في التعامل مع معظم الحالات.
ما يدفعني للكتابة عن المستشفى العسكري في غزة ، ما قرأته مؤخرا من بعض المرضى النفسيين ، ممن نالوا هذا المستشفى بسوء يجل القلم ويترفع عما قالوه ، ونشروه على بعض المواقع ، وهو ينم عن عدم مسؤولية ، وتشكيك مريض ، وسوء تقدير وتصرف ، يجدر بصاحبه أن يراجع نفسه قبل أن يرمي الناس بتهم باطلة أو كلام جارح ، لا يخدم إلا اليهود ومن لف لفهم ، فنحن على جانبي النهر المبارك شعب واحد ، مهما فرقتنا وجهات النظر ، ومهما حاول البعض زرع الفتن فيما بيننا ، وكل كلام ينال من وحدة المشاعر والمصير بين أبناء الشعب الواحد ، هو "تغميس خارج الصحن" مآله سلة المهملات،.
المستشفى العسكري الأردني في غزة ، تجسيد عملي - لا قولي - لطبيعة المشاعر التي نكنها في الأردن للأشقاء ليس في غزة فحسب ، بل في كل بلد عربي أو إسلامي يحتاج للمساعدة ، وقد كان لي في الماضي شرف مرافقة طائرة عسكرية خاصة حملت مساعدات ومواد إغاثة للباكستان قبل سنوات ، حينما أصابتها نكبة الفيضانات ، وثمة عشرات بل مئات الرحلات التي قامت بها طائرات سلاح الجو إغاثة للملهوف ، ونجدة للمحتاج ، في أصقاع الدنيا الأربعة ، تعبيرا عن أخلاق هذا البلد ، بقيادته وشعبه.
إن النجاح التي تكللت به عشرات العمليات الجراحية الكبرى والصغرى التي أجراها أطباؤنا للمرضى في قطاع غزة ، كفيل بقطع كل لسان ينال هذا المستشفى بكلمة سيئة ، وهو الرد العملي على كل مشكك وجاحد.
الدستور.