نرسم صورتنا المزيفة في اللوحة بدلا من رؤيتنا في المرآة
03-12-2017 02:35 PM
عمون - لقمان إسكندر - إنهم يريدون تجميل قبيحا. هل يفعلها دونالد ترامب. القدس عاصمة لإسرائيل.
الرافضون هم المتمسكون بربابة المفاوضات. وكأن الاعلان سيخطف للتو من بين أيدينا مدينتنا المقدسة.
سيقول البعض: نصرّ على أن نرسم صورتنا في لوحة زائفة، على أن نقف أمام المرآة.
المرآة فاضحة. لا تكذب.
ليعلنها، ونكفّ نحن عن هدر كرامتنا على طاولة مفاوضات لا أعادت أرضا، ولا أرجعت كرامة.
الظن أن من حول الرئيس الامريكي - ممن تبقى من دهاتهم - سيحاولون منعه وسيفشلون. فرؤيتهم أن الحقبة العربية تتسع لكل شيء.
هكذا إذن: القدس مختطفة. وفلسطين كلها محتلة. وأمريكا شريكة في الاحتلال. ونحن تعربد علينا ممارسات من العقوبة. أما المفاوضات فكانت على الدوام طريقهم العصرية ليحصلوا منها على توقيعنا أن بلادنا لهم، من دون إطلاق رصاصة واحدة.
إذن. ليضعوا أمام وجوهنا المرآة لعلنا نرى.
من يغضب لإعلان ترامب عاصمة لإسرائيل، هم المؤمنون بأبدية المفاوضات حلا. مفاوضات ضيعت البلاد، وقتلت العباد، ومررت بقنابلها الدخانية كل ما يريدون تمريره.
وكأن العدو لم يعد يرانا نظراء لعداوته. لم يعد يخشانا، ويفعل كل ما يريده.
إننا يا سادة نعترض على عبثه بالتفاصيل دون كل ما فعله بنا قبل ذلك.
على ايقاع رجل الاعمال يفعلها ترامب. ويريد منا أن نستجيب انكسارا، كمن فقد كل أمواله في صفقة واحدة، فيسقط جلطةً. هكذا يريدها ترامب.
أما ما يجب أن نطالب به هو أن يضع المرآة أمامنا. ترامب إذ يعلن مدينتنا المقدسة عاصمة لليهود يقول: ماذا تفعلون إزاء ذلك.