منذ نحو 4 عقود التقيت وأصدقاء لي بشابين إنجليزيين بمدينة أسوان المصرية ، ودعوناهما لزيارتنا في مسكننا بمدينة الإسكندرية حيث كنا ندرس في جامعتها ، وقدمنا لهم عنوان ورقم هاتف المسكن ، ومرت الأيام ولم يتصلا بنا ، وإلتقينا بهما في الاسكندرية صدفة ، ورداً على سؤالنا عن سبب عدم زيارتنا أو الاتصال بنا ، أجابا بكل صراحة انهما لم يصدقا صحة عنواننا أو رقم هاتفنا . أصرينا على اصطحابهما معنا ،وتأكدا من صحة العنوان ورقم الهاتف أيضا ، واعتذرا عن سوء ظنهما بنا .
سهرنا جيعا حتى الفجر نتجاذب أطراف الحديث . وسأل أحد أصدقائي ضيفينا لماذا يوصف الإنجليز بالبرود ؟ ولا يضحكون كباقي الشعوب ؟ وطال الأخذ والرد ، واقترحت على الجميع أن يلقي أحد العرب نكتة لا يعرفها أحد غيره ، وأن يلقي ضيف إنجليزي نكتة لا يعرفها زميله ، وبعدها نقارن كيفية ومدى تقبل النكات من الطرفين العربي والانجليزي .
ألقى صديق مصري نكتة لم أعد أذكرها ، لكنها لاقت صدى واسعا في نفوسنا ، وضحكنا كثيرا ، وبعدها ترجمنا النكتة للإنجليزيين ، ولم يضحكا بل إكتفيا بالابتسام ( ربما من قبيل المجاملة ) وجاء دور الإنجليز ، وألقى أحدهما نكتة كادت تزهق روح صديقة لشدة وكثرة ضحكه !! . كانت النكتة الإنجليزية : دخل رجل إلى بار وطلب من الساقي قدحين من الخمر ، فشرب أحد القدحين وسكب الآخر في جيب معطفه ، وعاد بعد قليل وكرر طلبه وشرب أحد القدحين وسكب الآخر في جيب معطفه ، وعاد بعد قليل وكرر الطلب والفعل ، لاحظ الساقي أن الرجل أصبح ثملا ، ورفض تقديم المزيد من أقداح الخمر عندما عاد لطلبها من جديد ، عندها خرج من جيب معطف الرجل فأر قائلا : أعطني قدحين من الخمر أيها الساقي !! ضحكنا نحن العرب قليلا من قبيل المجاملة وإن كنت أرى أن لا بأس بالنكتة .
أدركت منذ ذلك اليوم وتأكدت أن لكل شعب ما يضحكه ، وأن ما يضحك شعبا ما لا يعني بالضرورة ضحك الشعوب الأخرى ، وأن الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا .
haniazizi@yahoo.com