إعادة صياغة العالم......هذه ما فعله العرب حينما انطلقوا من مجاهل الجزيرة العربية، وهم يحملون حلما وهمّا ودينا، وتمكنوا من بناء أكبر امبرطورية في العالم القديم على انقاض امبرطوريتين هرمتين تمكنوا من هزمهما معا.
عندما ينتقل الإنسان من مجرد التفرج على صندوق العجائب الى صانع للصندوق، أو بالأحرى حين يكسر هذا الصندوق العجيب ويدمر كائناته الإسطورية، وينهمك في الفعل، فإنه بالتالي يبدأ في صياغة العالم...وهذا ما فعله العرب ذات قرن.
ثم استراح العرب من وعثاء الفعل والصياغة، وانهمكوا في التفرج على الجواري والقيان، وسلموا السلطات الى اخوالهم من اتراك وفرس وأفارقة وغيرهم، وتفرغوا للأكل والجنس والتفرج على الراقصات من مختلف المنابت والأصول والجهات.
وهنا بدأ انهيارنا، عندما أعدنا صندوق العجائب، وخرجنا من دائرة الفعل ..... فتشرذمت امبرطوريتنا وتحولنا الى ملوك طوائف وإمارات وسلطنات وممالك بحرية وبرية وجوية، حتى جاء العثمانيون يحملون حلمهم الخاص وحكمونا.
ثم جاء الإنجليز والفرنسيون وحررونا من الأتراك وحكمونا بدلا منهم....ولم يمنحونا فرصة لتنفس هواء الحرية.
ثم استقلت بعض المناطق والمحميات، لكهنا كانت استقلالات منقوصة...ساهمنا نحن اكثر من الاستعمار السابق في جعلها اماكن صعبة للعيش فيها بحرية وكرامة.
فهل نخرج مرة اخرى من دائرة التفرج، ونحاول ان نجعل العالم- او على الأقل اوطاننا- مكانا جديرا بالحياة؟؟
شكلها صعبة!.
الدستور