لماذا تستشيط اسرائيل غضبا كلما زار الملك واشنطن
د.مروان الشمري
02-12-2017 05:21 PM
المتابع لصحافة الكيان الصهيوني يلحظ ان ثمة ولعاً صهيونيا اعتبره شخصيا مستحقا بكل نشاطات الملك الخارجية لكن الولع الأكبر لصحافة الكيان وعملائهم هو في نشاط الملك اثناء زياراته لواشنطن، ولهذا اسبابه المنطقية المستحقة وأهمها : ان واشنطن هي من اكبر داعمي اسرائيل على الساحة الدولية وحليفها الأكبر، في واشنطن اكبر لوبي صهيوني ضاغط وفاعل لتبرير وحماية اسرائيل، ان الملك عبدالله هو الزعيم الوحيد الذي ما زال متمسكا بثوابت السلام العادل والشامل والذي يقوم على حل الدولتين، ان الملك هو الوحيد الذي يبذل قصارى جهده لإقناع الأمريكيين بخطورة نقل السفارة للقدس، ان الملك يحظى باحترام عالمي واحترام كبير تحديدا من كافة أركان الادارة الامريكية، ان الأردن يقف صلبا في رفضه ان يكون هناك اَي تسويات على حساب شعبه وثوابته الوجودية. هذه بعض الأسباب سردتها على عجالة لماذا يستشيط الصهاينة غضبا كلما زار الملك واشنطن، وقد تابعنا مرارا وتكرارا كتاب الموساد وابواقه وهم يهاجمون الأردن والملك في كتاباتهم اخرها صحيفة الجيروزالم بوست.
ان ما يجري في المنطقة من تغيرات متسارعة واتجاهات متعاكسة وتحالفات جديدة وتصعيد في حدة الخطاب المتبادل بين مراكز قوى شكلية لغايات تحقيق مكاسب سياسية وانتصارات إعلامية يشكل علامة بارزة في توقيت زيارة سيد البلاد لواشنطن ولقائه كبار أركان الادارة هناك، فنائب الرئيس الامريكي بنفسه صرح بانه تحدث مع الملك في كل ما يهم المنطقة وبشأن الملفات المعقدة وان محادثاتهما كانت بناءة، كما التقى الملك بماكماستر مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية تيلرسون وركز على ملف القضية الفلسطينية وحل الدولتين وخطورة نقل السفارة.
الملك عندما يتحدث للأمريكان فانه يتحدث حديث العارف الذي يملك المصداقية وحديث الخبير الذي اثبتت التجارب صحة نبوءاته وواقعية كلامه وموضوعية آراءه وهو ينقل الواقع الذي تعيشه المنطقة بمنتهى الدقة ويتحدث عن تداعيات اَي إجراءات احادية على المنطقة برمتها بشكل علمي وعقلاني وبحكمة تزعج الكثيرين.
الملك في عيون الأمريكيين هو رجل حكيم وداعية سلام حقيقي يقوم على استعادة الحقوق وارساء أسس سلام مستدام وليس استسلام
- [ ] الأمريكيون أيضا يعلمون ان في الاردن مؤسسات قوية وشعبا يرفض اي تسويات على حساب وجوده وثوابته ويعلمون ان القيادة تحظى بدعم شعبي مطلق وبشرعية تاريخية متجذرة وليس كغيره من زعماء لسنا في وارد الحديث عنهم.
محصلة الحديث بان لا احد يزعج الإسرائيليين بقدر ما يزعجهم الملك وحكمته وذكاؤه ومصداقيته امام العالم، خصوصا بعدما رفض الأردن اعادة طاقم سفارة الكيان الا بعد ان تتم محاكمة الصهيوني القذر الذي قتل اردنيين قبل أشهر.
في النهاية فان الأردن سيبقى عصيا منيعا وسيبقى عبدالله القائد الذي يؤرق دعاة القتل والفتنة والارهابيين أيا كانت تسمياتهم وصفاتهم.