لا يقل البؤس الذي تعيشه الحكومة عن بؤسنا نحن الشعب !! فقد تولت المسؤولية وأقسمت على كتاب الله أن تخدم الأمة فما الذي فعلته حتى الآن ؟ هل تقدم الإصلاح السياسي في عهدها ؟ هل راجعت الحكومة السياسة التعليمية المدرسية والجامعية ؟ هل ارتفع السلوك المجتمعي نحو الأفضل ؟ هل دققت الحكومة في الوضع الاجتماعي وعملت على تحسينه ؟ هل حلت الحكومة المشكلة المزمنة في المنابر الدينية ؟ هل عالجت الحكومة وضعنا الاقتصادي الذي يهرول نحو الأسوأ ؟ هل استعادت الأموال التي سرقها لصوص تعرفهم بالاسم والرسم ؟ اذا كانت الحكومة لم تفعل كل ذلك فماذا استفدنا من وجودها ؟ ان عبارة ( ان اخدم الأمة ) الواردة في القسم تحتاج إلى ترجمة مفادها ثقة الناس بالمسؤول ، فهل الناس يثقون بالحكومة ؟ للحقيقة وليس للتحامل قمت بسؤال شرائح مختلفة فلم أجد هذه الثقة ؟ تحدثت الى أكثر من رئيس وزراء سابق عن رأيه في الحكومة فرفع بعضهم حاجبه !! وقال آخر too weak اي ضعيفة جدا" ومررت على وزراء سابقين فكان الشعور نفسه فتذكرت بيت الشعر :
نفس الشعور لدى الجميع وان هم
كتموا وكان الموت في اعلاني
وكذا الحال عند كثير من النواب والأحزاب الوطنية ولن اتحدث عن الإسلامية ولا اليسارية ولا القومية فموقفها معروف . واذا وصلنا إلى المواطن العادي سنسمع كلاما" مثل الطين عند من يجرؤ على الكلام ولا يسكت الا من كان غيظه أكبر!! الحقيقة ان الحكومة غير سائلة عن كل ذلك ولهذا راحت تغزو جيب المواطن لتحصيل الغنائم والفيء والخراج وكل أنواع الضرائب التي صنعتها الدول في فن التحصيل !!! الحكومة غير مبالية في الاقتراض وزيادة المديونية ورفع الأسعار والهجوم على السلع المعفاة من ضريبة المبيعات !! كل الشعوب تعيش معيشة اقتصادية مختلفة عنا !! لهم أقل في دفع الضرائب ويدرس اولادهم في الجامعات مجاناً ولديهم من فرص العمل ما هو احسن منا ، وايراداتهم أحسن فلماذا تتحول علينا الحكومة التي اقسمت ان تخدمنا ؟؟ وكلما شكا الناس قالوا لنا اذكروا الله على نعمة الأمن ، نقول الشكر لله الأمن نعمة صنعناها نحن الشعب بالتعاون مع أجهزة الأمن والقوات المسلحة وهما الجهتان اللتان نحترم لأنهما صادقتان في القسم في حماية البلد في الداخل وعلى الحدود . لكن هذا الأمن قد تعبث به جهات فلم يعد الأمن فقط من المجرمين التقليديين بل هناك امن اقتصادي هو محط اهتمام المواطن بالدرجة الأولى .

فهل نعي قبل ان يقع الفاس بالراس ؟.