التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب والإعلام
د. تيسير المشارقة
01-12-2017 05:14 PM
تأسس (التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب) في الخامس عشر من ديسمبر 2015 (شبيه بالأحلاف العسكرية الأخرى مثل ، الناتو وحلف وارسو) وهو بقيادة المملكة العربية السعودية، ويهدف إلى "محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره أيا كان مذهبها وتسميتها" (حسب بيان الإعلان عن التحالف). ويضم التحالف 41 دولة مسلمة ويمتلك غرفة عمليات مشتركة مقرها الرياض. ويعمل على محاربة الفكر المتطرف وينسق الجهود لمجابهة التوجّهات الإرهابية، من خلال مبادرات فكرية وإعلامية ومالية وعسكرية. ومن الدول الإسلامية التي ترفض مبادئ التحالف كل من ( إيران والعراق وسوريا والجزائر).
ومن الأهداف الإعلامية للتحالف نذكر :
1. تحصين الشباب المسلم من خلال التنسيق بين دول التحالف لإطلاق مبادرات فكرية و إعلامية
2. تطوير الآليات للتعامل الإعلامي مع الفكر الإرهابي المتطرف ودحره إعلاميا
3. وضع خطط عملية للتصدي للحسابات والمواقع الإلكترونية التابعة للإرهاب
الإرهاب آفة ومشكلة قديمة حديثة. يقوم بالإرهاب دول وجماعات وأشخاص. الاحتلال الإسرائيلي أكبر مصدّر للإرهاب العالمي. والإرهاب أصبح مشكلة عالمية تستنزف الشعوب والأموال. الإرهاب ليس وليد اليوم، ولكن ظهور الحركات الدينية والأصولية المتطرفة (الجماعات التكفيرية للناس) هو الذي ألحق الضرر بالإسلام كجماعة دينية إيمانية. تدخل جماعات كونية ودولية في تجنيد وتنظيم الإرهابيين والقتلة لتشويه العروبة وفكرتها هو الذي ربط الإرهاب بالإسلام دعائياً. الآن يتم ربط الإرهاب العالمي بالإسلام بشكل غير واقعي. فالإسلام ليس حاضنة للإرهاب العالمي ولكن بعض الجماعات المتطرفة ارتأت أن يكون الإسلام عقيدة لها تمارس الإرهاب والتطرف من تحت عباءته.
هناك تصورات متباينة حول الإرهاب والتطرف في ذهنية وفهم المواطن الأردني. ونظراً لكون المجتمع محافظ من الناحية الثقافية والدينية.. إلا أنه يقف ضد التطرف والعنف ، فالمجتمع الأردني آمن نوعا ما وانكوى من الإرهاب والتطرف والعنف ، لهذا نجا المجتمع والدولة من لهيب الربيع العربي ولكنه يتأثر بالتطرف والتغييرات في المحيط.
لا أحد يريد ربط الإسلام بالتطرف والإرهاب. ولكن اختطاف الإسلام من جماعات عقائدية متطرفة يجعل من السهل عليهم تجنيد قطاعات من الشباب لخدمة الأفكار الجديدة والالتحاق بركب التطرف.
وسائل الإعلام الأردنية متفاوتة في تناول أمر الإرهاب والتطرف. ولكن الجميع يعتقد بأن جماعة داعش عصابة وجماعة متطرفة وإرهابية.
الإرهاب العالمي يشكل تحدياً للبشرية جمعاء..نظراً لما يترك خلفه من جرائم واستنزاف أموال. لا أحد يستطيع قطع دابر الإرهاب لأنه يتحرك بإرادة دول عن بعد بالريموت كونترول وبأموال طائلة.. قد تكون إسرائيل هي اللاعب الأكبر في دوامة الإرهاب وباسم الإسلام. ولأنه دين مختطف ومن مختلف الأجناس والأطيان فإن المحركون واللاعبون يستخدمونه ويوظفونه إرهابيا لتشويه العروبة أولا قبل الإسلام.
أعتقد أن الإسلام مختطف من إسرائيل وتركيا وإيران (مثلث برمودا الإرهاب في المنطقة). كيف يمكن وضع حد للإرهاب العالمي ومن يديرون دفته وجدوا ضالتهم في عقيدة خصبة ومطواعة وقابلة للاختطاف بفعل ميوعة التفسير والتأويل وقابلية النصوص الكثيرة للتنشيط وتحفيز التطرف. الأحاديث الكثيرة والكتب المفسرة المتعددة وجيش "العلماء" والفتاوى التي لا تعد ولا تحصى، حتى مارق الطريق يفعل ذلك دون وجود مرجعيات أكليريك، كل ذلك جعل في الأمر متاهة مائعة لا يمكن ضبط عواقبها الدعائية والإعلامية.
لا أحد يقود الحرب على الإرهاب العالمي. هناك من يقود الإرهاب العالمي على المستوى الإقليمي وهم (إسرائيل وتركيا وإيران) كل حسب مصالحه. إيران تحلم بإمبراطورية فارسية باسم الدن وتوظف الدين والطائفة لخدمة أحلامها الإمبراطورية. وكذلك تركيا التي تريد استعادة الأمجاد الإمبراطورية العثمانية. أما إسرائيل الكيان الإرهابي فهو يقود المجازر والإرهاب لخدمة التوسع الاستيطاني الاستعماري الذي يعزز أحلامها الطوباوية في استحداث دولة دينية طائفية من الفرات إلى النيل.
لا أحد من مثلث الدول الداعمة للتطرف والعنف راغب في كبح جماح الإرهاب العالمي أو وضع نهاية له، طالما في ذلك إضرار بالعروبة والعرب ودينهم (فكرتهم المؤسِّسة
لمحاربة الإرهاب العالمي(في منطقتنا) ينبغي القيام بنزع فتيل الإرهاب وهو بفصل الدين عن الدول ومنع التجنيد السياسي باسم الدين وفصل السياسة عن الدين وبناء المجتمعات المدنية والتأسيس للدول العلمانية في المنطقة باعتبار العلمانية هي الحامي للأديان والإيمان.
العروبة تتنصل من الإرهاب ولهذا ايجاد مرجعيات دينية (في الأزهر ومكة والمدينة) يمنع العصابات وبعض الدول المارقة من اختطاف الدين أو توظيفه.
الدول العظمى مثل روسيا وأميركا توظف الإرهاب لخدمة أهدافها. والجهلاء وأهل الغيب الذين يؤمنون بالمكتوب من النصوص ويعطونها قداسة خارقة.. يكونون فريسة لأهل البلاغة .
التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب خطوة متقدمة جعلت من الإسلام ودولها عدوة للإرهاب. ويبعد التهمة الدعائية عن الإسلام وأهله. السعودية التي تكافح الإرهاب في اليمن تحتاج لهذا التحالف لإسنادها ولحماية الخاصرة الجنوبية. يفترض من السعودية فضح التطرف الطائفي الذي تقوده الدول الثلاث: إسرائيل وإيران وتركيا.
التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، ضرورة مهمة بوضع الإسلام في مواجهة الإرهاب. والمملكة العربية السعودية تقوم بأعظم واجب إنساني تاريخي في مكافحة الإرهاب والتطرف الذي استشرى في المنطقة والعالم. وضروري وضع الأنظمة والتشريعات التي تحمي الإنسان العربي والعالمي من شرور التطرف أو توظيف الدين والعقائد في خدمة الإرهاب. وضروري وضع المنظمات الطائفية المتطرفة ورجالاتها على لائحة المطلوبين والإرهاب العالمي.
يفترض من التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب أسوة بالمنظمات الدولية والأحلاف العسكرية العالمية (الناتو، حلف وارسو سابقا) التركيز على وضع خارطة الأهداف على متن الإعلام العربي والعالمي. الحلف الإسلامي العسكري غير معروف الأهداف، لا موقع إلكتروني له، ولا رجالات ووجوه معروفة تمثله، هو ليس منظمة حقيقية وممثلون لها. وإنما هو تركيبة دولية غير مستدامة. لا بد من مواصلة الجهود الإعلامية والدعائية لتوضيح الغايات والأهداف المرجوة .. وتحويل الحلف الإسلامي العسكري إلى حلف دائم وقابل للديمومة والاستمرار.
لا أجد مسوغا لوجود دول مثل (إسرائيل وتركيا وإيران) في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب. ولا أعرف كيف جمعت السعودية أعضاء الحلف. إننا بحاجة لتوسيع هذا الحلف. وأعتقد أن بالإمكان تثبيت هذه الحلف العسكري كقوة دائمة ذات تأثير كقوة تدخل سريع في مواجهة الإرهاب والتطرف ومحاربة أعداء العروبة.
الحلف الإسلامي العسكري يمتاز بأنه يتمتع بهوية مناطقية والمصالح ينبغي أن تقوده وتبقيه على قيد الحياة. إن هذا الحلف هو الدرع الواقي وكمصدات الهواء و مصدات الصواريخ(باتريوت) نحتاجه في المنطقة لمحاربة الإرهاب والدول الراعية له. الوعي بأهميته من خلال الدعاية والإعلام يدفع الشعوب للإيمان بقوة هذا الحلف وفاعليته في مواجهة التطرف والموت والإرهاب.
توظيف الخبراء في الدعاية والإعلام لتوضيح الأهداف والترويج لقوة هذا الحلف وأخلاقياته في الردع للتطرف ومحاربة الإرهاب. ونحن نمتلك الخبرة في الإعلام والاتصال الدولي والدبلوماسي. ولدينا الوعي الكافي بأهمية السعودية كعرين للعروبة وأهميتها في قيادة الحلف كون هذا البلد هو القادر فعلياً على إدارة الوعي بمكانة راقية للحلف في الوعي العربي والإسلامي والعالمي.
التحالف بحاجة لتحقيق انتصارات في اليمن ضد مجموعة الحوثي الإرهابية ، وضد مجموعة حزب نصر الله العسكرية الإرهابية في لبنان، وعصابات داعش والإخوان في بعض الدول العربية والإفريقية التي تشوّه فكرة العروبة ، وتشوّه الإسلام كفكرة نابعة من عند العرب. أعتقد أنه ينبغي على الحلف الإسلامي العسكري تعميق الوعي لدى النخب الإعلامية والسياسية والاجتماعية بأهمية هذا الحلف ودوره في الأمن والسلام كحلف دولي ضد الإرهاب.
العوائق ذاتية عند الحلف والعالم ينتظر الإنجازات وكيفية مواجهة الحلف للتحديات والتغييرات. الشعوبية العربية والعالم ينتظر المفاجآت والانتصارات التي يحققها الحلف. وينبغي أيضا أن يلعب الحلف دوره في إنقاذ المنكوبين وحماية الشعوب من الكوارث والمخاطر أيا كانت كالإرهاب والعوامل البيئية وفي أحوال الكوارث كالزلازل والبراكين والفيضانات والأعاصير. وتخشى الشعوب أن يتحول الحلف لفرع ناتوي (من ناتو) أو يتم توظيفه لضرب الشعوب التي تتمرد على حكامها أو تحويل الحلف إلى مظلة لفرض حلول غير مرغوبة على الشعوب، كقبول الاحتلال الإسرائيلي أو كبح جماح حق تقرير المصير لشعوب طامحة للحرية والاستقلال كالشعب الفلسطيني الذي تعرض لنكبة ولا يشعر بالمناصرة الحقيقية من المسلمين الذين يبحثون عن العدو البعيد بينما إسرائيل تقود الإرهاب والتطرف والعنف ضد الفلسطينيين والعرب المسلمين.. وتتحالف مع تركيا وتتفاوض مع إيران بلغة دعائية ودبلوماسية لتقاسم وظيفي ضد العرب والعروبة بحجة مكافحة التطرف الإسلامي.