لماذا نحب محمد بن عبد الله ؟!
محمد الداودية
01-12-2017 01:26 AM
أحيانا كثيرة أتأمل محمدا وأراجع علاقتي به، فادرك كم هي وطيدة، يقينية، حميمية، نقية، عميقة، عريقة، رفيقة وممتدة. علاقة من طراز خاص فريد لا يمكن ان يشوبها ظلال او اعتكار.
وحين يحل عيد مولده، يا الله كم افرح فرحا حقيقيا عميقا، فرحا شخصيا كانما هو عيد ميلادي او عيد ميلاد كل احبابي مجتمعين اوشك ان اسمح لنفسي بمخاطبته والقول: عيد ميلاد سعيد يا سيدي ومولاي وصاحبي.
وعيت على هذه المحبة الخالصة الخاصة الممتدة، التي يزيد عمرها على 60 عاما من تبادل المحبة والتبجيل والثقة بالارشاد والنصح والعناية. فلطالما احسست بيد قوية حانية تمسك بيدي وتجنبني الزلل والعثار وتاخذني الى راس طريق الهدى والفرج والفرح.
من هو محمد بن عبد الله بالنسبة لي؟
هو حبيبي وسندي وشفيعي الذي استند اليه واطمئن تمام الاطمئنان الى شفاعته الحارة، يوم الحساب العظيم، عند رب العالمين، الذي اتطلع ان اعبره بأوزاري الصغيرة دون خزي.
محمد بن عبدالله في خاطري ووجداني، هو السمح الطيب الرحب، الذي يمتلئ قلبه بالمحبة والرحمة والخير، الذي انزله رب العالمين، العارف بالسرائر والضمائر، المنزلة الاسمى والارفع حين وصفه جل وعلا بقوله في سورة القلم: «وإنك لعلى خلق عظيم».
قيل في مدح الرسول الكريم الكثير الكثير، مما يعجز الكتاب والشعراء عن مطاولة ما قيل فيه، ويعجزون عن بلوغ درجة واحدة من مئات الدرجات مما يستحق رضوان الله عليه من اوصاف واقتطف ما قاله الكاتب اليهودي مايكل هارت الذي قال: «ان محمدا هو أعظم الشخصيّات أثرًا في تاريخ الإنسانية كلّها باعتباره «الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحًا مطلقًا على المستوى الديني والدنيوي».
في مثل هذا اليوم المبارك العظيم، وضعت سيدتنا امنة بنت وهب الزهرية القرشية، رضوان الله عليها، ولدا يتيما جميلا، كان خاتم رسل الله الى البشرية وهاديها ومنقذها من الوثنية والضلالة والجهل والخرافة والغلو ونبذ العنصرية والعصبية القبلية.
ورغم جائحة اليتم المبكر ومرارة الخذلان العظيم فيه، فان محمدا اليتيم، كافح من اجل العيش باستقامة مفرطة حكيمة، فلم يقتنع بعبادة الاوثان التي كان قومه وكل العرب يعبدونها، فعمل في الرعي ثم في التجارة ثم تفرّغ لرسالة الرشد والهداية والتنوير وحرر أمّة من معتقدات كثيرة مثل وئد البنات واستعباد الانسان والربى والظلم.
نحبك محمد بن عبدالله حبا رائقا صادقا صافيا، ويمدنا حبك هذا، بطاقة محبة وخير ورحمة هائلة، تمدنا ممارستها على أصولها، بالرضى والسكينة والسعادة والفرح. وسنظل نحاول ونحاول بلوغ المراتب السامقة التي حثثتنا على تتبعها وانتهاجها، تلكم القيم والتعاليم التي تحمل للامة كل عوامل التقدم والنجاح والمنعة.
ان يوم مولد القائد العربي محمد، عليه اتم الصلاة والتسليم، هو يوم مجيد من أيام الإنسانية عامة، والعرب كل العرب، الذين ينتسب محمد الى قريش سادتهم واعز قبائلهم. فكل عام وانتم بخير.
الدستور