ماذا فعل الملك في واشنطن ؟!
سميح المعايطة
30-11-2017 04:02 PM
خلال أيام عمل هذا الاسبوع كان جلالة الملك في واشنطن في سلسلة لقاءات مع مفاصل صنع القرار هناك في الكونغرس ولجانه المختلفة المعنية بالمساعدات والأمن والأمور السياسية والخارجية والدفاع ومستشار الامن القومي ونائب الرئيس .
وقبل الزيارة كان هناك التسريبات عن مبادرة أمريكية سماها البعض صفقة القرن بين الفلسطينيين وإسرائيل والتي تقوم على القفز عن إقامة دولة فلسطينية مستقله وبعدها جاء الحديث عن توجه لتحديد موعد نقل السفارة الأمريكية الى القدس ،وقبل هذا بشهور كانت قرارات واشنطن بخفض المساعدات الخارجية لكل الدول باستثناء إسرائيل .
رحله على أجندتها القضية العربية الأولى التي نسيها العرب في زحمة الارهاب او المعارك الوهمية التي يخوضها البعض او حتى الانشغال بالذات الذي يمارسه الفلسطينيون عبر حكاية الانقسام ومحاولات المصالحة والخلاف الذي لم يتوقف .
الملك في واشنطن كان معنيا ان يؤكد للأمريكيين ان حل الدولتين اي إقامة دولة فلسطينية هو الحل الحقيقي القضية الفلسطينية وأن أي أفكار او صفقات تتجاوز إقامة دولة فلسطينية حقيقيه لا مجال لنجاحها ،وهذا دفاع مباشر عن المصالح الأردنية العليا في قضايا الحل النهائي مثل القدس واللاجئين .
وكان الملك معنيا أيضا بالحديث عن القدس ونقل السفارة ،وهو الزعيم العربي الوحيد الذي حرص على لقاء ترامب في الايام الأولى بعد دخوله البيت الأبيض بداية العام الحالي ليتحدث اليه في موضوع نقل السفارة وخطورته ،وهو اليوم يتحدث مع قاده القرار هناك في هذا الملف .
وكانت المساعدات الأمريكية للأردن والحفاظ على مستواها بل وزيادتها هي الملف المهم الذي كان لابد للأردن وقيادته السعي لإنجاز ه في مرحلة اقتصادية صعبة يعيشها الأردن وتوقف المساعدات المباشرة للخزينة من الأشقاء ، وأيضا لحث واشنطن على ان تقوم بواجبها تجاه الأردن الذي تحمل الكثير من الازمة السورية وأيضا كان الحليف الاستراتيجي في محاربه الارهاب عسكريا وامنيا وسياسيا .
حتى وانت تستحق أن يقف العالم إلى جانبك فإن عليك ان تبقى تسعى وتتحدث وتقنع العالم أنك تستحق ، وبخاصة أننا في منطقة تغيرت فيها المعايير والمعادلات والوجوه .