في الوقت الذي تتعرض فيه مؤسسات التعليم العالي في الاردن الى هجمات ولمزات كثيرة من اطراف متعددة.. وفي الوقت الذي كان من المتوقع ان تهب وزارة التعليم العالي الى اتخاذ اجراءات ترتقي بمستوى التعليم العالي وتحبط مخططات الاساءة اليه، كان رد الوزارة ومجلس التعليم العالي ان قاما باجراء تنقلات بين رؤساء اربع جامعات اردنية. ومع ان فكرة نقل رئيس جامعة من جامعته الى جامعة اخرى لاستبداله برئيس تلك الجامعة تعد سابقة خطيرة تسئ بشكل مباشر وفي الصميم الى جهاز التعليم العالي الاردني.. الا ان تلك على خطورتها لا تبدو المشكلة التي استثارة النظام الاكاديمي على اتساعه.. انما المشكلة في القيمة العلمية الحقيقية لعملية النقل بحد ذاتها. فلماذا يتم نقل رئيس جامعة ما دام ناجحا في ادارة جامعته الى جامعة اخرى يديرها رئيس ناجح ايضا ؟ نحن نعلم ان ابسط مبادئ العملية الادارية تتطلب ان يبقى المدير الناجح في مؤسسته الى ان يبدأ اداءه بالضعف عندها يرسل الى التقاعد ويتم احلال مدير اخر مكانه. الا ان الحالة التي نتكلم عنها ليس ضمن هذا السياق، فمن الواضح ان الرؤساء الذين شملتهم عملية النقل جميعهم ناجحون في عملهم والدليل على ذلك انهم نقلوا من جامعة ليحلوا في جامعة اخرى .. فما الفائدة اذن من العملية برمتها؟!.

البعض يقول ان ما تم هو في الحقيقة تصفية لحسابات شخصية بين معالي وزير التعليم العالي وبعض من رؤساء الجامعات.. واخرون يقولون ان هذه سنة الحياة .. فالتعليم العالي في بلادنا يدار منذ زمن طويل بلا منطق .. واخرون يؤكدون ان ما تم غير مفهوم وربما يتطلب بعض الوقت لاستيعابه ومعرفة مدلولاته الحقيقية.. ولكن الاهم ان لا احد في الوسط الاكاديمي اوالمطلعون عليه راض عما تم.

بالنتيجة النهائية قد نكون جميعا مخطئون.. وقد يكون معالي الوزير لديه حقيقة ما دعاه الى هذا القرار.. فاذا كانت الحالة كذلك اناشد معاليه ان يعقد مؤتمرا صحفيا لتوضيح اسباب وخلفيات هذا القرار.. فنحن نعيش في مجتمع ديمقراطي يتطلب من متخذ القرار توضيح اسباب قراره اذا كان ببساطة لم يلقي استحسان الاخرين من ذوي العلاقة.