ما الذي يُقلق النخبة الأردنية؟
د. فارس بريزات
16-02-2009 09:28 PM
كيف ستجيب النخب الأردنية على السؤال التالي فيما لو طًرح عليها الآن: أي من بؤر عدم الاستقرار التالية: (العراق، الضفة الغربية، غزة، لبنان) ستؤدي أكثر من غيرها إلى عدم استقرار في الأردن؟ وهل ستختلف مواقف النخبة عن مواقف الرأي العام؟ مواقف النخبة قبل عام تقريباً قد تعطينا مؤشراً على مواقفها الآن.
بالنسبة للرأي العام كانت نسبة من قالوا أن العراق هو أكثر بؤر عدم الاستقرار تأثيراً على استقرار الأردن في شهر آذار 2008 نحو37%، وارتفعت إلى 49% في شهر آب 2008. أما الذين قالوا أن الضفة الغربية هي بؤرة عدم الاستقرار الأكثر تأثيراً على استقرار الأردن فكانت 36% في شهر آذار 2008 وانخفضت إلى 30% في شهر آب 2008.
أما بالنسبة للنخبة الأردنية فالبيانات المتوفرة من شهر آذار 2008 تشير إلى أن 67% من هذه النخب تعتبر الضفة الغربية بؤرة عدم الاستقرار الأكثر تأثيراً على استقرار الأردن، مقارنة بنحو 21% للعراق، و5% لغزة، 2 للبنان.
الاختلافات في المواقف بين فئات النخبة الأردنية حول اعتبار الضفة الغربية بؤرة التوتر الأكثر تأثيراً على أمن الأردن هي اختلافات في درجة الموقف وليس نوعه. إذ كانت فئة الكتاب والصحفيين والفنانين هي الأكثر تحديداً للضفة الغربية بأنها بؤرة عدم الاستقرار الأكثر تهديداً لأمن الأردن بنسبة 81%، مقارنة بنحو 76% من رجال الدولة (وزراء سابقين، واعيان ونواب حاليين وسابقين، وامناء ومدراء عامين سابقين وحاليين)، وبثلاثة أرباع قيادات الأحزاب السياسية، وثلثي قيادات الاتحادات والنقابات العمالية والمجالس المحلية، و56% من رجال الأعمال، و55% من المهنيين (أعضاء النقابات المهنية)، و55% من أساتذة الجامعات. وكان أساتذة الجامعات هم الأكثر تحديداً للعراق بأنه بؤرة التوتر الأكثر تهديداً للاستقرار في الأردن بنسبة 35%.
النخبة الأردنية قلقة مما سيحدث في الضفة الغربية تحديداً. ومن المتوقع أن ترتفع نسبة من يرون أن الضفة الغربية هي بؤرة عدم الاستقرار الأكثر تأثيراً على استقرار الأردن في ظل فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الإسرائيلية وترجيح تشكيل حكومة إسرائيلية مكبلة بمطالب ومواقف المتطرفين مما سيؤثر على الوضع الأمني في الضفة الغربية ويزيد التضييق على الفلسطينيين. للأردن مصلحة إستراتيجية في وحدة الصف الفلسطيني. وفلسطين هي خط الدفاع الأول عن الأردن في وجه إسرائيل. وتلتقي النخب مع الرأي العام على هاتين النقطتين.(الرأي)
f.braizat@gmail.com