ودرب الحر كدربك يا وصفي غير مأمونه هكذا قال عرار لولده ذات مرة .. وقال وصفي اما انا فتأتيني رصاصة فأموت واقفا .... الحديث عن الشهيد وصفي التل له شجون والحديث عن شخصية مثل وصفي التل غير الشخصيات أو كلها على الإطلاق، فاللذين عاشوا بالقرب منه يشهدون له بذلك وبشخصيته المميزة فوصفي صاحب القيم النبيلة وصاحب الأخلاق.. وهو صاحب الفقراء عندما كان يحثهم على الزراعة من الغور إلى الصحراء وصفي الشخصية الأردنية النادرة في كل ما تحمل وتجمع من الذكاء والشهامة والكرم، والخضوع لأدنى الناس، والسؤال عن أحوالهم عندما كان في موقع المسؤولية. عندما كان يدرس في مدرسة السلط الثانوية كان من أوائل الطلبة المتميزين، فبعث إلى الجامعة الأمريكية ببيروت ليدرس الفلسفة والسياسة والاقتصاد، في زمن كانت التيارات القومية في أوج ازدهارها، وكانت الجامعة آنذاك تضم مجموعة كبيرة من الطلاب العرب، مما وفر بيئة ساهمت في صياغة طموحاته، فاتفق مع مجموعة من الطلاب في الانخراط في الجيش البريطاني، لإيمانه بان الملحمة لا محالة مع الصهاينة، فتعرف وقتها على الصحراء مما أدى إلى معرفته في الشؤون العسكرية، فشارك في حروب لبنان وفلسطين من عام 1948-1949.
وصفي الذي لا يحتاج إلى مديح و شهادات الآخرين لإنصافه، كيف لا وهو ابن المدرسة القومية بلا منازع، وقد آمن بتطبيق الأفكار وتحويلها إلى واقع.
وهو الذي قاتل على ارض لبنان وفلسطين إلى جانب صفوف جيش الإنقاذ، فقد كان يسعي دائما من أجل قضية واحدة لا غير، هي قضية فلسطين وآمن بان الجهد الأردني لا يكتمل إلا بالجهد الفلسطيني لأنهما في النهاية مكملان لبعضهما، لقد كان دائما يخاف على أن أي تكتل سياسي يهدف إلى فصل الضفة الغربية عن الشرقية هو تهويد لفلسطين.. كان لوصفي موقف واضح وصريح ومباشر بإصراره على عدم دخول الأردن من حرب حزيران مهما كانت الأسباب ومهما كانت المبررات والدوافع فالظروف والمعطيات السياسية والعسكرية للدول العربية آنذاك كانت تؤكد بوقوع الهزيمة. وعلاوة على ذلك وبالنسبة للأردن ستكون الكارثة باحتلال الضفة الغربية والقدس العربية. ، كان وصفي ، ثائراً منفعلاً عصبي المزاج ، ولقد كان آنذاك رئيساً للديوان الملكي ، وكان يردد باستمرار: أن الخطر الداهم يزحف نحو أمتنا العربية وأن الهزيمة قادمة وأن الكارثة مقبلة على الأردن ، ولا سبيل لدفع كل ذلك عن الأردن إلا بعدم دخول الحرب. وكان يقول: "إذا دخلنا الحرب ، فإن الهزيمة والكارثة محققه.. فهم وصفي القطرية الحقيقية وفسرها باعتبارها الخطوة الأولى والأساسية لبناء الدولة العربية مثلما هي الطريق السليم والصحيح لتكون وحدة ثابتة تتقدم برؤىً ومفاهيـــم إنسانية قومية ، وترتكز على أسس قومية وشعبية واضحة ، وبحيث يكون هناك إصلاحات وتغييرات تطرأ على حياة الإنسان العربي وأما الهوية الوطنية الأردنية في فكر "وصفي التل فهي لا تقبل الانقسام أبداً فهي من معاني السمو والرفعة في الفكر والوجود وبقيادة هاشمية حكيمة ، وحياة أفضل ، وحرية. وقناعة. فالوطني هو من يصون أمن البلد والدولة والمجتمع ، وهو من يحرص كل الحرص وبروح المسؤولية والصدق مع مجتمع متماسك وأصيل.. فيا أبا مصطفي أن اللذين قتلوك هم الخفافيش الذين لم يقدروا على مواجهة شمسك المشرقة وما قيل عنك وتعاونك مع البريطانيين فهذه حجة العاجز والممتلئ قلبه بالحقد ولأن هذا البلد طيب بكل رجاله فقد تعرض للكثير من الإساءة، فمثلما وقع الشهيد عبدا لله بن الحسين الملك المؤسس في القدس وقع وصفي في 28/11/1971م على يد جماعة تدعي أيلول الأسود في القاهرة وهو يؤدي واجبا قوميا. ستبقى شمسك يا أبا مصطفي مشرقة واسمك شعلة مضيئة في ضمائر الأردنيين واللذين أمنوا بوحدة الرأي والمصير.
فمن الضروري دراسة شخصية وصفي من جديد والتعرف على محتوى تاريخ شخصيته وظروف نشأته والدور البيئي والتعرف والبحث عن مراحل حياته ونشأته حتى وصوله العمل السياسي ورئيسا للوزراء وتميزه بالتمسك بمفهوم الهوية الوطنية الأردنية وتأثيره في مفاصل المجتمع الاردني الذي احبه واهمية المحافظة على الارض وزراعتها لإيمانه بقداسة الارض الأردنية .كما اوجد وصفي مفهوم العدالة الاجتماعية بين ابناء الوطن لإيمانه لترسيخ مفهوم الوطنية مفهوم شمولي غير قابل للتجزئة . كما ان فلسطين في يقين وصفي وايمانه توأم الشقيق . رحمك الله يا وصفي