ما يكشفه كل تعداد للمواشي من أخطاء ومبالغات بالحوزات يؤكد بوضوح أن المستفيد من دعم الأعلاف هم تجار لا يملكون رأسا واحدة وقد اعترف غالبية مربي الماشية بأنهم ضخّموا عدد رؤوس الماشية التي يمتلكونها في آخر
إحصاء للثروة الحيوانية للحصول على دعم إضافي ما دفع الحكومة الى إعادة التعداد .
التعداد سيبقى غير دقيق ما دام دعم الأعلاف مستمرا إذ يدفع الى المبالغة في إعطاء الرقم الصحيح, ولا نستبعدهنا الخطأ البشري في صفوف فرق التعداد ولا نستبعد التواطؤ, ونذكر هنا أن حكومة سابقة إضطرت لأن تسرب
أنباء عن فرض ضرائب على المواشي كي تحصل على تعداد دقيق.
بينما يزداد المبلغ المخصص لدعم الأعلاف, لا تسجل أعداد المواشي زيادة ملحوظة, وهذا التشوه يؤكد عدم جدوى سياسة الدعم ما دام أنه لا يصل الى المنتج النهائي وهي اللحوم التي تخضع أسعارها لمعادلة العرض والطلب وكنا سألنا في وقت سابق, ما فائدة الدعم إن لم ينعكس على المنتج النهائي, فأسعار اللحوم البلدية محررة, ولعل إرتفاع أسعارها بين فترة وأخرى الى مستويات عالية يفسر القدر الكبير من أرباح التجار وضعف العائد لدى المربين فبعض التجار يستورد المواشي الحية من استراليا ورومانيا ويسمّنها في الأردن بعلف مدعوم ويعيد تصديرها لجني أرباح مجانية وفرتها الحكومة!.
يفقد الدعم منفعته إن لم يحقق نتائج, هكذا هو حال دعم الأعلاف الذي يذهب الى تجار الثروة الحيوانية دون المربين في طريقه لتغذية مواشي خارج الحدود بينما أن الثروة الحيوانية في الأردن تمتاز بالتغير السريع، فمعدل الاحتفاظ قصير نسبيا بمعنى أن من يمتلك اليوم ألف رأس قد لا يعود مالكا لها في غضون شهر لكن ذلك لا يفقده حق الحصول على الأعلاف المدعومة، ما يحوله من مرب إلى تاجر.
إقترحنا في وقت سابق أن يؤسس صندوق لدعم الزراعة والثروة الحيوانية, يخصص له مال الدعم الذي يذهب هباء, ليستخدم في تطوير الزراعة خصوصا لمصلحة صغار المزارعين العاجزين عن شراء التكنولوجيا لزيادة الانتاج نوعا وكما, ويستخدم لادخال اساليب علمية وحديثة لتربية المواشي وإنتاج الحليب والألبان.
استمرار سياسة الدعم لن يحل المشكلة فالمال لا يذهب الى أصحاب الحوزات، كما أن قيمة دعم الأعلاف المرشحة لأن تصل إلى أكثر من 200 مليون دينار يجب أن تخصص كاملة لمشاريع تطوير الزراعة وتربية المواشي في البادية؟.
بالمجمل .. هناك خلل واضح في هيكل الدعم, بمعزل عن الأصوات التي تدعي الخوف والقلق على الفقراء, فالمتكسبون من الدعم ليسوا من الفقراء كما أن الأثرياء لا يكترثون لحفنة من الدنانير يأتي بها الدعم .
الراي