لمّا صرخ عاطف "مش شغلك يا مواطن" قالت لزوجها: "كأنك هو"
لقمان اسكندر
27-11-2017 04:48 PM
وهي تسمع رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة يقول لمواطن الشرفة: "مش شغلك يا مواطن" قالت لزوجها، "كأنك هو". لم يفهم الزوج ما ترمي إليه. بل فرح وهو يظن أنها تعني كم انه كبير.
تلك زوجة بائسة، تدرك أنه لا يحبها. في الحقيقة لا مانع لديها من ذلك، شرط أن لا يخبرها بذلك في كل مناسبة.
بهذا ستمرّ الحياة في هدوء. وكذلك مواطن الشرفة يريد. "ماذا يضير عاطف لو لم يقل له مش شغلك". تمتمت الزوجة، وهي وردت لنفسها: شغل من إذن؟
لعل الطراونة يصمت، فالمواطن يدرك أن ما يجري دائما ما كان "مش شغله". منذ عقود والقصة كله "مش شغله".
موازنة تمرّ. وسياسية تحاك وتُرتدى، ثم يضطر الناس إلى ارتداء ما يُحاك لهم في الغرف المغلقة.
لكن لماذا لا يمرّ ما يريدون تمريره مع كامل "البرستيج" للمواطن. "البرستيج" مهم. حتى الزوجة البائسة تحرص عليه.
هو لا يحبها، وهي لا تأمل أن يحبها. بل لا تريد ذلك أصلا. ثم هي تدرك أنه لو تركها، ستصبح الحياة من دونه أشد قسوة. هو يطعمها ويسقيها، ويقيها سقفه فضائح الزمان. فأين تذهب إن هي دققت في التفاصيل.
لا جيران ولا تلد. لا أشقاء. ولا ولد. لكنه اليوم عندما أدرك ذلك بطش بها أكثر. لا بأس. لكن ماذا لو لم يقل لها في كل مرة:"مش شغلها".