منتدون يحيون الذكرى السادسة والاربعين لاستشهاد وصفي التل
27-11-2017 12:15 PM
عمون - نظمت مديرية ثقافة اربد وضمن لقاء المضافة الشهري الذي تنظمه المديرية والذي اقيم في مضافة آل التل ندوة حول الشهيد وصفي التل رعاها رئيس الوزراء الاسبق عبد الرؤوف الروابدة وادارها الأكاديمي الدكتور محمود الحموري.
الروابدة قال متحدثا: سلام على وصفي ابي مصطفى وكل الاردنيين.
سلام على وصفي العبقرية الفذة التي سبقت عصرها، فاحتاج الكثيرون وقتا لفهمها وتقديرها سلام على وصفي الذي تحدر اليه الارث الزيداني زعامة لحملتها الصلابة وسدادها العنفوان.
سلام على وصفي وفي عروقه يسري الدم الايوبي فأورثه الجدية والاصرار وفي جيناته عرق من شاعر مبدع بز معاصريه، فرفد واقعا أليما، فعز عليه تغييره فسبق سارتر في بوهيمية عنوانها الرفض بإباء مهما غلا الثمن وقدر رفضه.
سلام على وصفي القومي العربي بأصله ونقاء دون متاجرة والملتزم بشرف دون ادعاء، يقدم بشجاعة لا ترده اتهامية ظالمة او معيقات متجنية، يضحي في كل موقع وميدان لا يطلب ثمنا ولا يسعى اليه.
سلام على وصفي المؤمن بقضية الامة في فلسطين، يدرسها، يفهمها، يستعد لها ـ ويغدو المناضل الحقيقي الصادق في ميادينها، يكشف الزيف ويضع الخطط ويرسم الطريق.
سلام على وصفي الاردني الاصيل، المتيم بحب الارض والناس، لوحت شمس الوطن جبينه، مزارعا يحب الزراع ويحنو عليهم فهم ملح الارض يجنون بكدهم ما يتيم اود الوطن، عرف كل شبر في الوطن وتفهم قدراته وحاجاته وحين تولى المسؤولية العليا كان الحادي والحاني القريب من كل الاهل يعمل بجدية، لا يعرف التواكل، لا يقبل التباطؤ، لا يركن الى العوائق ولا يقبل التبرير، انجز ما قدرته الاجيال.
سلام على وصفي الضمير النقي، لا يداري، لا ينافق، لا يسترضي، نظيف اليد والفكر واللسان، حرب شعواء على الفساد والفساد، صلب لا تلين له قناة في الحق، ولا تهزه العواصف، ولا ترهبه القواصف. شجاعة دون تهور.. راحته على يده يضحيها على مذبح الشرف والاصالة ولا يرميها في مهاوي الردى.
سلام على وصفي شهيد الحق والشرف والاصالة والرجولة والصدقية، صار رمزا وأنموذجا يعشقه كل الشرفاء ولا يغمز جانبه الا الهمازون المشاؤون بنميمة، صار سنديانة بموته كما بحياته، لا تصل اليها هامة ولا تطاولها قامة فدى الاردن وفلسطين وكل ارض العرب بدمه وهل بعد الدم فداء.
ابا مصطفى رحمك المولى وجزاك عنا ما انت اهله وجعل مقامك في عليين .
مازن الساكت وزير الداخلية الاسبق تحدث قائلا:
ان وصفي التل مثقف اردني ذو سمات واتجاهات ومواقف جعلت من سيرته والمواقع التي تبوأها الشخصية الاردنية الاكثر شعبية وهو احد اكثر من تناوله الباحثون والسياسيون بالدراسة والتحليل والسيرة الذاتية واستمر حضوره المتميز بعد استشهاده الى الان.
واضاف ان الحديث عن مثل هذه الشخصية الوطنية ودورها واثرها واستشهادها ورمزيتها مهمة ليست سهلة خاصة اذا اردنا تجنب التكرار واعادة سرد بعض الاحداث من تلك العشرات التي يتداولها من عاصروه او يتناقلها المتحدثون. وأكمل الساكت حديثه لان هذا اللقاء الذي تشرفنا به للحديث عن وصفي في ذكراه السادس والاربعين وانا ابن تجربة سياسية مختلفة وحتى في اتجاه اخر في بعض المراحل والاحداث برؤيا وتحليل نقدي موضوعي لتلك المراحل وللمواقف فيها والتي بدأتها بنوع من التعريف لوصفي التل فان اهم ما يميز حديثي اليوم على ما اعتقد ان شهادتي بوصفي ليست مجروحة وانما نابعة من تقييم موضوعي لتجربه سياسية متميزة ومن نضوج في رؤيا المواقف والاحداث ورجالاتها. وختم الندوة الدكتور اسامه عايش استاذ فلسفة التاريخ المعاصر بان اهمية البحث العلمي والمنهجي في دراسة شخصيه مثل وصفي التعرف الضرورة التعرف على محتوى تاريخ شخصيته وظروف نشأته والدور البيئي والتعرف والبحث عن مراحل حياته ونشأته حتى وصوله العمل السياسي ورئيسا للوزراء وتميزه بالتمسك بمفهوم الهوية الوطنية الأردنية وتأثيره في مفاصل المجتمع الاردني الذي احبه واهمية المحافظة على الارض وزراعتها من الغور الى الصحراء لإيمانه بقداسة الارض الأردنية .كما اوجد وصفي مفهوم العدالة الاجتماعية بين ابناء الوطن لإيمانه لترسيخ مفهوم الوطنية مفهوم شمولي غير قابل للتجزئة.
كما ان فلسطين في يقين وصفي وايمانه توأم الشقيق الاردني فكان يقول دوما لابد من استرجاع فلسطين عن طريق المقاومة المشروعة المنظمة بطرق صحيحة وتحقيق الغاية تحرير الارض واسترجاع الوطن لأهله. وكان قد القى المحامي عبد الرؤف التل كلمة ترحيبية وشكر وتقدير لرئيس بلدية اربد المهندس حسين ابني هاني على اعادة تأهيل دورا وصفي التل في قلب المدينة ومتقدما بالشكر والامتنان لوزارة الثقافة ممثلة بمديرية ثقافة اربد ومديرها الدكتور سلطان الزغول على تنظيم هذي الندوة في احياء الذكرى السادسة والاربعين لاستشهاد وصفي التل.