"احلام الزرقاء اليمامة" تعرف الاجيال بعظمة العرب ولغتهم العربية
26-11-2017 02:23 PM
عمون- تحاول الأديبة العربية الاردنية الكبيرة ليلى الأطرش في عملها المسرحي "أحلام زرقاء اليمامة" تحقيق حلمها بتعزيز اللغة العربية لدى الأطفال خاصة والذين مفتنون باللغة الإنجليزية و "العربيزية" التي انستهم لغتهم الأم الأصلية وتعريفهم بأن عالمهم العربي يحمل كبار العلماء والمفكرين والادباء والعظماء الذين أبهروا التاريخ بعلومهم وتقنياتهم ، خاصة وان الاطفال "مبهروين" بما يصدره ويصوره الغرب عبر مواقع التواصل الإجتماعي وشبكات الإنترنت والفضائيات من ثقافات سرقت من العرب على مدار التاريخ .
وتعتمد المسرحية الموسيقية فانتازية على الإبهار والتشويق في الإيقاعات السمعية والمؤثّرات البصرية، تمزج الماضي ممثلا بشخصيات تراثية مألوفة، مع حاضر الجيل الجديد، وما فيه من تناقض ووسائل التواصل والمعرفة التي يجيدها الأطفال واليافعون وتشكّل عالمهم.
والتي تحاكي الطفولة في أسلوبها الجذاب والمشوَّق والفكاهي أحيانا، لتحلّق بالطفل الى أفاق جديدة على بساط من التراث المحبّب والحاضر المشرق، وتوظّف الكفاءات من الأطفال والشباب الموهوبين في جميع المجالات، الأدائية وفيزياء الجسد، والسمعية والبصرية.
وكما حلمت زرقاء اليمامة بحماية وطنها، فراقبت الأفق الممتد والمتغيّرات فيه والأعداء القادمين، تبدو أحلام الصغار في مدرسة "الأفق الجديد" بلا حدود، قلقة من اضطراب العالم حولهم، وتهديد للهوية بالعولمة، لكنهم يرون أفقا عالميا يسيرون إليه بهويتهم العربية.
تتناول المسرحية من خلال الأحداث الغرائبية لحضور الشخصيات التراثية قيم التسامح والتعاون، والمثابرة والانتماء والديمقراطية والانفتاح على الإنسانية. فتحقيق الأحلام لا يحتاج مغارة علي بابا ولا مصباح علاء الدين، بل بلورة الأحلام والطموحات وتحديدها، والسعي لتحقيقها بالعمل والمثابرة والتعاون.
في برلمان مصغّر هو الجو العام للمسرحية، يطلّ الأطفال على تجربة الاختلاف الديمقراطي، ومعنى المواطنة، ويناقشون واقعهم مع ضيوف الماضي، ليصلوا الى حلول للتحديات الكثيرة التي يواجهونها، وإلى نشر القيم الإنسانية، بتشجيع القراءة والمعرفة، وخلق بيئة نظيفة خالية من النزاعات والحروب، يسود فيها العدل والمساواة والتسامح وقبول الاختلاف في إشارة إلى تعزيز الطفل لينبذ العنف والتطرف بوسائل الحوار والعقل المتاحة ، خاصة وأن التعليم يواجه معاركاً لمحاولة تغيره وتحويله من تلقيني الذي اعتبره المفكرين والتنورين انه دمر اجيالاً إلى تلقيني وتفاعلي في رؤية الأطرش التي تحاول فيها تعزيز الدور الاخير .
وليس غريباً على مخرجة حداثية استطاعت من خلال وسائل بسيطة تقديم الكثير لتعزيز دور الطفل في المجتمع العربي ،حيث تعتبر "غادة سابا" من المخرجات والإعلاميات القليلات الواتي استطعن كسب "مواقع التواصل الإجتماعي" والشبكة العنكبوتية والإذاعات والقنوات التلفزيونية لإيصال رسائلها تعزيز دور الطفل في مجتمعه وتحريك عقله وتفعيل إبداعه بحيث يكون قادراً على بناء نفسه ووطنه مستقبلاً والتي قدمت صورة اخراجية مع المخرج المسرحي مهند نوافلة بحيث اعتمدت على البساطة والعرض المبسط عن طريق الشاشة العرض ليساعد الطفل واليافع للتفاعل مع العمل المسرحي ، والعمل على دمج صوت الإستديو مع الموسيقى التي ابدع فيها الموسيقار "يعرب سميرات" وذلك لجذب الطفل لمحاولة الإندماج مع العمل المسرحي .
بقي القول أن"أحلام زرقاء اليمامة" فنتازيا أدائية موسيقيّة تكشف أفقا مضيئا بأحلام الأطفال العرب، مشرقا بتبادل العلوم والمعارف، فالاختراعات جهد إنساني، وتراث حضاري ملك لكل البشر. وكما أثّر العرب بعلومهم في الماضي نطمح لدور في بناء المستقبل، إنها دعوة للحفاظ على الهويّة واللغة العربية في عصر التواصل والعولمة الفكرية و ستعرض في عمان – المركز الثقافي الملكي بتاريخ 28-11-2017 الساعة السابعة مساء.
الدعوة عامة والدخول مجانا و بدعم من "مؤسسة عبد الحميد شومان"