لا تكسر مجداف سفينتك فالطريق طويلد. ايمان الشمايلة الصرايرة
26-11-2017 01:24 PM
تخالنا نركض في هذه الحياة منفعلين غير صابرين ولا متحملين لأوضاعنا أو لغيرنا، نركض وكأن الدنيا سوف تطير، نبحر في السفينة ولا نعلم وجهتنا ولا نستمتع في حياتنا، تسير الأيام والشهور والسنين ونقف نادبين حظنا على أبوابها لعدم قدرتنا على الاستمتاع فيها، فبدلاً من (أن نسير نحن بالأيام ونُسيرها، نجدها تسير هي بنا وتُسيرنا) كيفما شاءت، مسكين أنت أيها الإنسان، ضغوطات تتلوها ضغوطات وأحداث تلو أحداث والأسوأ من ذلك عندما نكون نحن سبب تعاسة بعضنا البعض، نقف عائقا أمام نجاح بعضنا ونجاح الآخرين، ونغلق الأبواب في وجه بعضنا البعض، ونستمتع بقوتنا التي نستخدمها متناسين أنها سوف تعود علينا وبالاً فكما قال الله تعالى: ( وتلك الأيام نداولها بين الناس)، فالإنسان يظن ان ظلمه لغيره لن يرجع عليه إلا بعد سنوات، ولكن هنا تدل الآية على أن للحقوق أياما معدودة ويرجع ظلمها على صاحبها، وليست سنوات، والأسوأ من ذلك عندما يظلم الانسان حياته ( فعند موقف تعيس يعيشه أحدنا) يعكسه على كل حياته ويبقى يذكر ذلك الموقف كلما مرت به الأيام والسنين، فلا يعتبره ابتلاء وخبرة له بالمستقبل بل يجعله حافزاً سلبياً ومدمراً لمسيرته في المستقبل وكأنه نسيَ أن الدنيا دار ابتلاء واختبار، وكل اختبار يتلوه اختبار، وكل موقف يتلوه موقف يُعلم الإنسان، فالسفينة بحاجة إلى مجدفين ذوي عزيمة وإيمان وصبر حتى تصل إلى مرساها، وليست بحاجة إلى بكاء وعويل وعزيمة هشة، فالحياة مدتها معدودة وليست أبدية فلنعشها ببساطة ولنستلذ بدقائقها وساعاتها ولنعتبرها رحلة مليئة بالمغامرات التي سوف نكتشفها تعلمنا وتختبر قدرتنا على التحمل، نجد فيها صعابا كثيرة ولكن علينا باستخدام العقل الذي ميزنا الله به والصبر فهما سلاحان يوصلانا إلى الوجهة التي نريد دون إحباط أو ألم أو استسلام. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة