العرب و الدفاع المستميت عن سايكس بيكو
سارة طالب السهيل
25-11-2017 08:06 PM
العرب بدفاعهم المستميت عن سايكس بيكو فلا هم اتحدوا و اخترقوا هذه الاتفاقية التقسيمية التي جزأت الوطن العربي الى دويلات متصالحة بالعلن متنازعة بالخفاء حتى ذهب الحياء و اصبح العداء فخرا و الإخوة جفاء فتنازعوا و سالت الدماء و كأنها ماء ، و كما يردد الناس في الشارع العربي اتفق العرب على ان لا يتفقوا الا انهم فعليا اتفقوا في مرات قليلة منها تطبيقهم سايكس بيكو و المرة الثانية سكوتهم عن وعد بلفور اذا استثنينا عبارات شجب و ادان و امتعض و امتغص و اصابه الغثيان و كانه كفيف و صُم الاذان ، و بما اننا في هذه الأوقات تمر علينا ذكرى مرور مئة عام على وعد بلفور الذي من المؤكد ان كثير منا لا يعرف ما هو لان جزء من شعوبنا نائمه وجزء لا يقرا و جزء لا يهتم و جزء قابض الثمن و جزء منتفع مباشر و جزء منتفع غير مباشر و كأنها شهادة اسهم للأسف و جزء لا حول له و لا قوة و لهؤلاء جميعا اذكر وعد بلفور هو وعد بريطانيا تأسيس "وطنا قوميا للشعب اليهودي" في فلسطين.
وبينما يعتقد العديد من الاسرائيليين أن وعد بلفور يعتبر حجر الأساس لدولة اسرائيل والذي على ضوئه انتقل ١٠٠ الف يهودي بداية الامر الى فلسطين و استمروا بالتزايد حتى وصلوا الى ما وصلوا اليه بمساعدة الظلم الذي وقع على اليهود العرب في تلك الآونة التي أجبرتهم على الرحيل من بلادهم و ترك مصالحهم و بيوتهم و اموالهم بل ترك وطنهم و تاريخهم و اهلهم و جيرانهم و لا أنكر تعاطفي مع اليهود كديانة و ما تعرضوا له من ظلم و خاصة العرب منهم لأنني اؤمن بالمواطنة بعيدا عن الأديان و الطوائف و التساوي بالحقوق و الواجبات الا ان بعض الحكومات و بعض الشعوب ساهمت في ترحيل اليهود الذين هاجر أكثرهم الى اسرائيل و قله منهم الى اوروبا و أمريكا منا خدم بلفور كما فعل هتلر بقتله لليهود بمجازر مأساوية لا انسانيه رغم قساوتها و جبروتها كان لها الأثر في تعاطف الناس مع مظلومية اليهود ولو عدنا لعام ١٩١٦ قبل بلفور الى سايكس بيكو الاتفاقية الشهيرة التي على اثرها طهرت دول و اختفت اخرى كبرت دول و صغرت اخرى ما شاء الله مر عليها ١٠١ عام و نحن سمعا و طاعه لم يظهر عبقري بيننا مثل الانجليزي مارك سايكس و الفرنسي فرانسوا جورج بيكو ليكون لهم رأي اخر او حتى تعديل طفيف على ما أقرته علينا دول الانتداب البريطاني و الفرنسي بإشراف روسيا و تخاذل العثمانيين آنذاك و الاجمل من هذا كله ان عصبة الامم التي مازال العرب يتبجحون بها و يعتبرونها العم الأكبر هي نفسها مجلس عصبة الأمم التي اقرت وثائق الانتداب على المناطق المعنية في الاتفاقية في 24 حزيران 1922 و بما اننا نستعرض الخيبات فلا بد ان نذكر معاهدة لوزان التي تم بموجبها التنازل عن الأقاليم السورية الشمالية لتركيا إضافة إلى بعض المناطق التي كانت قد أعطيت لليونان في معاهدة لندن السابقة.
يعني احتلال و انتداب و توزيع خيرات و تقرير مصير و ترسيم حدود و توزيع اراضينا هدايا على اليهود تارة و الأتراك تارة اخرى و اليونان مرة و الي يحب يتفضل ما هو العربي مشهور بالكرم لكن للأسف هذه المرات العطاء ليس قراره بل رضوخه و موافقته و من ثم تعوده و قبوله و رضاه هذه هي تدرجات وضعنا الحالي و المراحل التي مر بها آباؤنا و اجدادنا يا سلام روعه والله
والنتيجة ان هذه الاتفاقية قسمت سوريا الكبرى أو المشرق العربي إلى دول وكيانات سياسية كرست الحدود المرسومة بموجب هذه الاتفاقية والاتفاقيات الناجمة عنها
وطبعا بعد انتهاء مدة الانتداب البريطاني على فلسطين أعلنت دولة اسرائيل يوم ١٤ أيار ١٩٤٨
طبعا صاعقة دولة اسرائيل أنست العرب مصائبهم في الحدود و الانتداب و نهب الثروات و عطايا عصبة الامم لتركيا و اليونان فكما يقول المثل لتنسى وجع راسك اخلع ضرسك و هذا ما حصل و بقي العرب في حروب و صراعات مع اسرائيل أنستهم ليس فقط الاتحاد و الإخوة و التعاون و المحبة بل أنستهم ايضا فتح جسور التعاون الاقتصادي و التنموي و السياسي بين الدول العربية على غرار الاتحاد الاوروبي و زجت بهم في ظلمات الخلافات و التقسيم الاجتماعي و الطائفي و الديني و النزاع السلطوي و القبلي و دوخيني يا ليمونه كما يقول المثل المصري
بصراحة شي بيرفع الرأس.
و بالعودة لترسيم الحدود بالدول العربية طبعا ترسيم الحدود معناه الخط الذي يفصل بين دولة و اخرى كل دولة لها خصائص تجمعها من الارض الى اللغة و العملة و لأفكار و الثقافة و التاريخ
هذا ما هو متعارف عليه بالأغلبية رغم انني اجد الكثير من التنوع و التباين في الدولة الواحدة من ناحية اللغة و الدين و الثقافة و التقاليد على سبيل المثال عرب تركمان شركس أمازيغ كورد ولغات مختلفة مثل شيشاني و ارمني و نوبي في مصر و اشوري في العراق و ديانات مثل الاسلام المسيحية اليهودية الصابئة و اليزيدية و الإبراهيمية و الأمثلة كثيره ولكن لا بد انهم وجدوا اشياء تجمعهم في وطن واحد مما نجد قبائل مختلفة و متنوعة تعيش في منطقه واحده و بالرغم من الجيرة نجد اختلاف في العادات و التقاليد الا ان المصالح المتبادلة جمعتهم حول الخلاء و الماء و التجارة و طرق التجارة و تبادل السلع و المصير المشترك فهل التنوع في كل دولة على حدى ليس كمثل التنوع من دولة الى اخرى حتى يستصعبون الوحدة و انا أتكلم عن الوحدة العربية الفدرالية مع الحفاظ على خصوصية و خصوصيات كل دولة على حدى و لندرس الوحدة يجب ان ندرس الحدود و تذكرت انني قرأت عن معايير تخطيط حدود الدولة
المعيار الطبيعي، الجغرافي حسب التضاريس.
المعيار القومي، وهو ما يتعلق بتأثير الحدود على الأمن القومي للبلاد.
المعيار التعاقدي.
المعيار الهندسي، أي شكل الحدود من الناحية الهندسية.
معيار القوة. وو الحدود انواع بحريه و برية و حضارية إثنوغرافية
و في هذه الحدود التي رسمها الغرب و الامم المتحدة نجد الكثير من الثغرات التي من الممكن إشعال فتيلها كفتنه تنتظر امر ممن دسها
وعلى سبيل المثال مشكلة العراق والكويت مثلاً عام 1990م الم تكن حدودية بأساسها كما حدود مصر والسودان، قطر والبحرين، السعودية واليمن ودول المغرب العربي فقد قالها و صدق (وينستون تشرشل) (إننا تركنا وراءنا آثاراً لا تزول بمائتي سنة)
وعام 1600م كان تعداد سكان العالم 400 مليون نسمة فقط، ثم كانت حرفة الإنسان تجبره على التنقل، مثل التبادل التجاري و الصيد البحري و الصيد البري و الرعي فكانت الحدود بلا عوائق حتى وضعت في القرن السابع عشر اول حدود عرفها التاريخ على يد (شارلمان) عندما وزع ملكه على أولاده
مع بداية ظهور الإسلام كان الوطن العربي مقسماً لثلاث مناطق، الأولى كانت تخضع للدولة البيزنطية وتضم الشام ومصر وشمال أفريقيا. الجزء الثاني كان تابعاً للدولة الفارسية ويضم العراق. الجزء الأخير كان شبه الجزيرة العربية والذي كان عبارة عن قبائل متناثرة تدور بينها الحروب وتتواصل من خلال التجارة حيث بدأ الإسلام يظهر في منطقة الحجاز ويتوسع تدريجيًا منذ عام ٦٣٣م.
عهد الخلفاء الراشدين، أي حوالي عام ٦٥٥م، انصهرت كل من الجزيرة العربية والعراق والشام ومصر وليبيا في كيان واحد ودولة واحد لا يخفى على احد ان الاستعمار غَيّرٓ ملامح الحدود العربية لو اخذنا حقبة العثمانيين مثلا الدولة العثمانية حيث اقتطعت سيناء بالكامل من خريطة مصر، وضمتها للسيطرة التركية، عام 1892
اما بريطانيا فعملت على جعل الحدود بين مصر والسودان، غير محدده فاتحه للفتن
اما فرنسا فعملت على ألفتن بين الجزائر والمغرب، بالترسيم الغير دقيق للحدود. حيث أخذت فرنسا منطقتي "الحاسي البيض" و"كولومب بشار" الغنيتين بالنفط والثروات الطبيعية لحدود الجزائر، فطالبت المغرب بعد استقلالها عام 1956، باستعادتهما، ولكن الجزائر رفضت. عام 1963 اندلعت حرب الرمال بين البلدين، وقطر والبحرين عام 1930 على جزر حوار التي تسيطر عليها البحرين، السعودية وقطر على منطقة خوفوس البرية الغنية بالنفط، وبين عمان والإمارات والسعودية حول قرى واحة البريمي. و في الإمارات طنب الصغرى و الكبرى و ابو موسى و هذا فيض من غيض ترك الاستعمار ثغرات في الحدود لاستخدامها لاحقا لزرع الفتن و المشاكل بين الإخوة في الدول العربية و بالعودة الى التغيرات التي طرأت على الحدود بين الدول العربية و الشرق الأوسط خلال ال ١٢٠ سنه الاخيرة كالتالي و اخيرا اتعجب كل العجب من اصرار العرب على الإبقاء على تلك الحدود التي رسمها الاستعمار و الحرص على عدم تغيير اي منها حتى لو كان بهدف الاتحاد او الانفصال او حتى وحدة الدول العربية كاملة لا يهم و إنما المهم سايكس و بيكو ان يكونوا بخير.
سارة السهيل