أطلقت منظمة "أرجوالد" قائمة "الخروج من تعدين الفحم الحجري العالمية". تضم القائمة أكثر من 770 شركة تقوم بالتنقيب عن الفحم الحجري على مستوى كبير. تدعو المنظمة إلى مقاطعة تلك الشركات وتهدف إلى توفير مرجع للمستثمرين الذي لا يرغبون بتوظيف أموالهم في تلويث الكوكب.
يعد حرق الفحم الحجري مسؤولاً عن 46% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالمياً لكنه يوفر فقط 29% من متطلبات الطاقة. نستنتج من الرقمين السابقين كيف أن الفحم الحجري هو مصدر غير ذي كفاءة، فمساهمته في انتاج الطاقة هي قليلة مقابل كمية الانبعاثات التي يطلقها. لذا، يبرز موضوع الفحم الحجري دائماً في محادثات المناخ.
في تشرين الثاني 2017، في قمة المناخ العالمية في بون، ألمانيا، قامت منظمة بيئية غير حكومية تدعى "أرجوالد" بإطلاق موقع CoalExit.org يحتوي الموقع على قاعدة بيانات واسعة و"شفافة" لأكبر الشركات المساهمة في انتاج الفحم الحجري ويدعو إلى مقاطعتها من بينها قائمة "الخروج من تعدين الفحم الحجري".
حول العالم، بدأت عديد من البنوك وشركات التمويل والمستثمرين بالانسحاب من تمويل صناعة الفحم الحجري. ولكن هذا ليس كافياً، يجب أن نتحرك بخطوات أسرع. تقول هيفا شوكينج، مديرة أرجوالد: "إنه لمن المستحيل أن نصل إلى هدف معاهدة باريس بإيقاف الاحترار العالمي عن حد 1.5 درجة مئوية إن لم تقم البنوك والمستثمرين بالانسحاب السريع والكامل من الاستثمار في الفحم الحجري" ثم تضيف: "لقد أنشأنا هذه القائمة لنوفر موجزاً واضحاً للشركات التي يجب مقاطعتها"
يضع الموقع شعاراً قد يجده البعض ساخراً وهو "نجعل المقاطعة أسهل" في إشارة إلى صعوبة الحصول على معلومات عن شركات التنقيب عادةً. في البيان الصحفي لـ أرجوالد، قالت المنظمة أن هذه القائمة هي حصيلة سنتين من البحوث المستمرة وأشارت إلى أن بعض الشركات تتخذ أسماءاً لا تدل على أنشطتها التعدينية وتساعد القائمة في كشف تلك الجهات.
تنتج الشركات المذكورة في القائمة ما مجموعه 88% من الفحم الحجري العالمي وتنوه إلى أن بعضها يسعى للتمدد. تذكر القائمة أيضاً 200 شركة خدمات للفحم والتي توفر وسائل النقل ومعالجة الفحم الحجري ومعدات التنقيب وغيرها. طبقاً للمنظمة، يجب مقاطعة شركات الخدمات هذه أيضاً في إطار تضييق الخناق على انتاج الفحم الحجري.
تلقت المبادرة ترحيباً في الأوساط البيئية. بيل مكيبين، مؤسس 350.org والتي هي منظمة غير حكومية عالمية تصعد الحراك لوقف استخدام الوقود الأحفوري، يقول: "من الغريب جداً أننا وصلنا عام 2017 ولا زال هناك في العالم من يريد أن يبقي على، ويبني محطات توليد للطاقة تعمل بالفحم - ليس هناك في الواقع طريق أكثر تدميرا [للكوكب] يمكن أن تُسلك. انه لشيء جيد أن هناك الآن قائمة تكشف من وراء هذه الخطط بدقة ".
من الجدير بالذكر أن قمة المناخ هذا العام -طبقاً لبعض الناشطين- لم تظهر الكثير من التقدم على المستوى الدولي أمام مشكلة تغير المناخ، لكن بالتأكيد كان هناك إنجازات تستحق التقدير وهذه القائمة هي أحدها. انطلاقاً من ذلك، أدعوكم إلى الاطلاع عليها ومشاركتها خصوصاً مع من يخطط للاستثمار.