عمون - لقمان إسكندر - سمر احتفلت يوم الخميس بذكرى ميلادها. وضعت 35 شمعة على الكعكة.

لم تعد الكعكة تتسع لمزيد من الشمع. تمتمت لنفسها انها ستكون في ورطة العام المقبل.

35 شعلة نار، تحولت إلى أشباح على الجدران المظلمة للغرفة.

سمر قررت أن تحتفل وحدها هذا العام. "لا أحد يكترث على أية حال" قالت.

لم تمانع سمر وهي تقرأ عن حملة "لسة صغيرة عالزواج" التي اجتمعت عليها منظمات أممية ومحلية برفض زواج شقيقتها الصغيرة. لكن هذا لم يمنعها من كتابة تعليق على خبر الحملة: "نسبة العنوسة في الاردن تصل لـ 42%.. المجتمع الاردني يعاني من عدم زواج البنات أكبر مما يعانيه من تزويج الصغيرات.. فهل لدى منظمات الامم المتحدة مشكلة مع الزواج؟".

كتبت ذلك ثم شطبت تعليقها. وهي تتمتم "طز..آخر ما يريده الغرب ان أتزوج".. أليس هذا عنف ضد المرأة أيضا؟

هي تدرك أن أجندات الأمم المتحدة ودولها سعت لتوفير كل الظروف من أجل وصول رقم غير المتزوجات إلى 42% بل وسيزيد في ظل الملايين التي تصرف لنشاطات "ضد الزواج".

رائحة الغرفة تشتعل بأدخنة الـ 35 شمعة، ودخان صفحة جريدة كتبت عليها تصريح سفير الاتحاد الأوربي وهو يتضامن مع فتياتنا "اللواتي يشكلن أساس المستقبل المشرق".