كيف نكتب بياناً للرأي العام
د. تيسير المشارقة
24-11-2017 10:18 PM
كيف نتعامل مع المناسبات غير السعيدة ؟ سؤال يتبادر للذهن . كيف نكتب بياناً للرأي العام منددين بجريمة نكراء أو حادثة مؤسفة. ما وقع في سيناء مصر الشقيقة يوم الجمعة السوداء بتاريخ 24/11/2017 أوجع قلوب العرب جميعاً وأدمع العيون. كيف تستطيع جماعة إرهابية أن تبيد قرية ارتأت أن تصلي الجمعة في مسجدها. وقعت المجزرة المؤسفة ولا يستطيع أي طرف تبرير جريمته. فالمصلون الآمنون المتوجهون إلى ربهم لم يخطر ببالهم أنهم فريسة الكراهية.
البيان الصحفي ينبغي أن يكون له عنوان، كأن نقول "بيان للرأي العام" أو " لا للإرهاب" أو " ضد الإرهاب والإرهابيين"، ثم ننتقل إلى فقرة المفتتح. في البداية ينبغي أن نقول للناس لماذا نتوجّه إليهم ببيان عام. لا بد أن نقول لهم بصراحة، إننا نندد وندين العملية الإرهابية التي طالت قرية هادئة معادية للإرهاب والتطرف في سيناء، وإننا ضد ترويع السكان العرب والمدنيين بأي شكل كان. وضروي أيضاً أن نصف هذا العمل بأنه جبان وخسيس. ينبغي وصفه بالصفات التي تستحقه. فالعمل مجزرة وليس معركة مع النظام أو الجيش المصري. الضحايا مؤمنون يختلفون في شكل إيمانهم، ولكنهم مؤمنون موحدون بالله. ينبغي أن تكون إلإشارات واضحة ضد المجرمين التكفيريين والأصوليين المتشددين والمتطرفين الإرهابيين. وضروري التأكيد على أن الإرهاب لا دين له.
في جسم البيان، من الواجب التأكيد على العمليات الإجرامية التي وقعت في شبه جزيرة سيناء من قبل مجموعات متطرفة بأسماء تنظيمات متعددة هدفها ترويع الناس وفصل سيناء عن الوطن الأم. الفقرة الأولى في جسم البيان ينبغي أن تتضمن خلفيات تاريخية حول الإجرام وخلفياته في سيناء. وفي الفقرة الثانية يمكن التشديد على أن أطراف كثيرة تدين هذا الإرهاب والإجرام من المحيط إلى الخليج. بينما في الفقرة الثالثة يمكن ربط الإرهاب بقوى الشر في المنطقة وبهؤلاء الذين يستهدفون العروبة والإسلام معاً باعتبار الإسلام مضمون عروبي خالص لكل البشرية برسالة سلام ومحبة.
يمكن في البيان ربط الجريمة النكراء بقوى الشر والاستكبار وأعداء العرب في المنطقة (إسرائيل، تركيا، إيران، وجماعات الإرهاب كداعش أو القاعدة أو الجماعات التكفيرية والمتشددة)يمكن توجيه أصابع الاتهام إلى جماعة ما، وضرورة الثأر والانتقام من القتلة والمجرمين.
ختاما، وفي قفلة البيان ، يمكن التذكير بأن المجرمين لن يفلتوا من العقاب وأن التاريخ سيحاسبهم، وأن من يستهدف العروبة وفكرتها لن يمر ولن يغفر العرب لهم. وهناك ضرورة لتجريد المجرمين من إنسانيتهم ودينهم هكذا " دم المسلم على المسلم حرام" وأنهم من "الفلول" وأنهم من "المرتزقة لقوى الإرهاب العالمي" وأنهم مجرمون "لن يفلتوا من العقاب والقانون".
وفي نهاية البيان ايضاً يمكن دعوة قوى الخير لمواجهة قوى الشر والإجرام بتضافر كل الجهود مع الدولة المصرية لاجتثاث الإرهاب والشر من جذوره بتعاون كل المصريين والعرب الذين يؤمنون بالعروبة والسلام والحوار.
يمكن في الخاتمة رفع شعار أو اثنين أو ثلاثة ، مثل: الإرهاب لا دين له، لن يفلت المجرمون والقتلة من العقاب، الإرهابيون مرتزقة للعدوان على العروبة ، أو تحيا مصر ، عمار يا مصر.
ولا تنس في ذيل البيان أن توقع اسم الجهة التي صدّرت المنشور ، مثل الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني.