إطلاق حملة "لسه صغيرة عالزواج"
24-11-2017 07:48 PM
عمون- أطلقت اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة وشبكة مناهضة العنف ضد المرأة "شمعة" وبدعم من منظومة الأمم المتحدة في الأردن والاتحاد الأوروبي وسفارة مملكة هولندا وأوكسفام وصحيفة الغد والصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية الحملة الدولية السنوية لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي بعنوان "لسه صغيرة عالزواج."
رئيسة الحملة المحامية مادلين معدي قالت عقب اطلاق الحملة ان من اهم اسباب زواج القاصرات الفقر، والذي ينتشر بشكل كبير في مناطقنا، حيث يكثر فيها عدد أفراد العائلة الواحدة، مما يؤدي إلى إجبار الأهالي لتزويج بناتهم في عمر صغير، من أجل التخلص من مصروفهن، ونفقاتهن، بالاضافة الى العادات والتقاليد، التي تعتبر من الأسباب المؤثّرة تأثيراً مباشراً في زواج القاصرات، فتنتشر هذه الأفكار في المجتمعات التي تعتمد على الموروث الاجتماعي المرتبط بتزويج الفتيات بعمر صغير، كجزءٍ من العادات المتعارف عليها.
واضافت معدي الى ان الجهل الفكري، والذي ينتشر بين العائلات التي لا تدرك مدى الخطورة، والضرر في تزويج الفتاة في عمرٍ صغير، ولا يقدرون أنّها غير قادرة على تحمل مسؤولية زوج، وأبناء، وغيرها من المسؤوليات العائلية الأخرى.
معدي تحدثت حول الاثار المترتبة على هذا الزواج واشارت الى الى وجود اثار نفسية واخرى اجتماعية، مشيرة الى حصول اضطرابات نفسية خطيرة عند شريحة كبيرة من الفتيات القاصرات، وذلك بسبب الصدمة التي يتعرضن لها، والتي تنتج عن هذا الزواج المبكر، لأنهن غير مستعدات لهذا التغير المفاجئ في الانتقال من مرحلة الطفولة إلى النضوج بشكل مباشر، ودون المرور في المراحل العمرية العادية، لذلك تصاب أغلب الفتيات القاصرات بالعديد من الأمراض النفسية، مثل: الاكتئاب الشديد، والقلق، وغيرها.
كما اشارت الى فقدان الفتاة هويتها الاجتماعية، فتشعر بأنها لا تمتلك شخصية خاصة بها، وذلك لشعورها بالحرمان من أبسط حقوقها في الحياة، وفي الحصول على التعليم المناسب، كما أنها لا تمتلك الثقافة الكافية للتعامل مع الأطفال، لأنها ما زالت في مرحلة الطفولة، لذلك لا تكون مستعدة لتقبل التعامل مع الأطفال، وهي في مرحلة عمرية غير مناسبة.
وكانت الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة الدكتورة سلمى النمس أشارت في حفل اطلاق الحملة إلى أن اختيار عنوان الحملة لهاذا العام جاء بهدف مجابهة العنف المبني على النوع الاجتماعي وخاصة زواج القصر وتعزيز دور الرجال والشباب في مواجهة العنف انطلاقا من تزايد ظاهرة زواج القصر على المستوى الوطني حيث بلغت نسبة الإناث اللواتي تزوجن عام 2015 وأعمارهن دون 18 سنة إلى (18.1%)على المستوى الوطني حيث كانت نسبة الأردنيات( 11.6%) والسوريات (43.7%) والجنسيات الأخرى(13.5%).
فيما اشار المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الانسانية في الأردن أندرس بيدرسن أكد أن المناسبات العالمية مثل الحملة الدولية السنوية لمناهضة العنف ضد المرأة تمثل فرصة لإيصال صوت الفئات المهمشة والمستضعفة خصوصا النساء في المناطق النائية، مؤكدا على أهمية دور الرجال في انهاء العنف ضد المرأة ومددا التزام منظومة الأمم المتحدة والحكومة الأردنية على انهاء العنف ضد المرأة.
ومن جانبه اكد سفير الاتحاد الأوربي في الأردن على أن الدفاع عن حقوق المرأة والمساواة الجندرية بين الرجل والمرأة من أهم القيم الراسخة والمبادئ التأسيسية للاتحاد الأوربي، كما أن الاتحاد يحترم حقوق الأطفال، وخصوصاً الفتيات اللواتي يشكلن اساس المستقبل المشرق، لذلك ندرك اليوم أهمية حماية الفتيات من التعرض لجميع أشكال العنف ولا سيما زواج الأطفال.
نائبة سفيرة مملكة هولندا مارتيج بيتر أكدت على استمرار السفارة بدعم الحملة الدولية السنوية لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي، مشيرة إلى النساء لديهن من القوة ما يكفي للتغيير الايجابي والتقدم والخروج من دائرة العنف.