ترسيخ الانقسام .. حتى في التهدئة
14-02-2009 07:41 PM
تعقيبا على المحادثات الجارية في القاهرة ، بين حركة حماس ومصر بشأن التهدئة مع اسرائيل ، صرح احد مسؤولي الحركة ، بان هذه التهدئة المنشودة ، لن تشمل الضفة الغربية ، وهنا مكمن الخطورة .
ان مثل هذه المحادثات وهذه التصريحات ، لا بد ان تولد لدى المواطن العربي المهتم بالشأن الفلسطيني والعربي ، مجموعة من التساؤلات ، لتوضيح الصورة امام هذا المواطن البسيط ، المطلوب منه دوما ، ان يتلقى ويردد ما يقال ، دون ان يشغل عقله بتفسير ما يجري ، ومطلوب منه ايضا ان يغير ويبدل المفاهيم المفروضة عليه ، في زمن قياسي ، وبدون اي مبرر منطقي ، او معطيات جديدة حاسمة تستلزم هذا التغيير ، وان يكون مجرد ببغاء ، يردد ما يقوله الزعماء .
فخلال العدوان الاخير على غزة ، سمعنا من قادة حركة حماس اتهامات خطيرة وغير مسبوقة ضد مصر ، اعادتنا الى زمن الخمسينات والستينات ، وصلت هذه التهم الى حد وصف القادة المصريين بالخونة والعملاء والمتآمرين او المتواطئين مع الاعداء ، وكان مطلوبا من الجماهير العربية ان تتفاعل مع هذه التهم ، وقد فعلت بعضها ، وخرجت العديد من المظاهرات في الدول العربية ، توجه مثل هذه الاتهامات السابقة لمصر ، واصبحت سفارات مصر ، كما سفارات اسرائيل ، هدفا للتظاهرات ومحاولات الاقتحام ، والاهم من ذلك كله ، واستمرارا لسياسة قمع الرأي الاخر ، كان كل صوت او قلم يذكر بدور مصر القومي ، ويشكك بمصداقية التهم الموجهة لها ، عرضة لشتى التهم بالاستسلام والانهزامية وغيرها ، واصبح هولاء ، اصحاب الرأي الاخر ، عرضة للارهاب الفكري ، وربما الجسدي .
نود ان نسأل سؤالا بريئا ، نحن الجماهير البسيطة المتلقنة ، عما هو مطلوب منا الان او لاحقا ، ان نجحت مصر في تحقيق التهدئة وفق شروط حماس ، هل نشيد بموقف مصر ؟ ام نستمر في كيل التهم لها ؟ ام نتجاهل كل ما ذكر ؟ وهل نعتبر فتح معبر رفح انتصارا ام لا ، ونحن الذين اقمنا من اجل فتحه الصلوات والابتهالات ؟
واعود الى الموضوع الرئيسي ، وهو التصريح بان هذه التهدئة لا تشمل الضفة الغربية ، هل معنى ذلك ان الصواريخ والعمليات الاستشهادية ، سوف تستمر لكن من الضفة الغربية ، وهل ستكون اسرائيل بهذه السذاجة ، فتتجاهل ان حماس من يقوم بذلك ، وتستمر بالتهدئة في غزة ، والعدوان على الضفة ؟ وهل ستتحمل السلطة الفلسطينية في رام مسؤولية تلك العمليات ، باعتبارها تنطلق من مناطق نفوذها ، وتكون بالتالي عرضة للرد الاسرائيلي ؟ واخيرا هل ستسكت السلطة الفلسطينية عن اشعال جبهتها ، بينما مناطق السلطة الثانية هادئة تماما ؟ وكيف سيتحقق والحال هكذا ، الوفاق الفلسطيني الذي تطلق حوله التصريحات ، وتعقد الاجتماعات ، ام ان ذلك هو مجرد استمرار للاخبار السارة ، التي بدأت بعد الاعلان عن قرب التهدئة الجديدة ؟ اسئلة بريئة من حق المواطن العربي البسيط معرفة اجوبتها .
m_nasrawin@yahoo.com