عمون-
أعلمُ أن الطرق المؤدية إليكِ مسدودة،
كما أنكِ لم تحبيني يومًا ما.
كم نحن قريبون وتفصلنا فجوة؛
البشر، البيوت، كالجدران بيننا.
استيقظت مراراً، وكل ما فكرتُ فيه هو أنتِ،
فيكِ وحدك، وفي عينيكِ.
أنتِ آخرالنساء، أنتِ حياتي ومماتي.
لم أعد إنسانًا منذ أن وقعت في هذا البؤس.
أركض مثل كلب هنا وهناك هذه الأيام،
مع أنني شخص أبيّ في الأصل، صدقيني.
لا أتذكر شربي الماء من كوب مملوء نصفه،
وخبز مقطوع من حافته لا يدخل جوفي.
كم مرة نظرت إليكِ من بعيد على متن باخرة الـ 5.45
فأي أغنية أسمعها، كأنها من أجلنا تشدو.
كيف يجعل الحب من طرف واحد المرء أحمق،
وكيف غفلتُ عن حبكِ لشخص آخر غيري.
تصرفاتي الطفولية والتي تحزنكِ؛
عنها أصفحي، فلن يتكرر أي منها ثانية،
فعلتُ كل ما بوسعي من أجل عدم مصادفتكِ؛
ففي الواقع هذا الأمر ليس هيناً بالمرة....
سآلف ملاطفتكِ في المنامات وحسب،
فالسعادة التي يهبها ذلك ليست بقليلة
سأغادر هذه المدينة في أسوأ الأحوال،
فربما يكون لغيابكِ مغزى ومعنى
لن أظهر، ولن أضايقكِ بتاتًا صدقيني،
والآن بوسعي أن أقول آخر طلب لي:
أخطُ هذا المكتوب في منتصف ليلة
رجاءً أيام الأربعاء لا تقرأيه.....
جمال ثريا (1931-1990)، ولد في مدينة أرزينجان، واحد من أبرز الشعراء ومؤسسي تيار الجديد الثاني، الذين تركوا أثرًا كبيرًا في الأدب التركي إلى يومنا هذا.
تخرج من كلية العلوم السياسية قسم المال والاقتصاد، في جامعة أنقرة 1954. شغل منصب مساعد مفتش ثم مفتش في وزارة المالية. أصدر صحيفة "بابيروس"عام 1960، والتي صدر منها 4 أعداد. سنة 1978 عمل عضواً في الهئية الاستشارية للمنشورات الثقافية بوزارة الثقافة. كتب العديد من القصائد في المجلات المختلفة. بعد تقاعده عمل مستشاراً في بعض دور النشر ومراجعاً للموسوعات.