عمون – لقمان إسكندر – لا تقرأ حادثة اعتقال القائد الكشفي الأردني منذر الزميلي على انها حدث أمني، بل سياسي يريد منه عدو يصر على تذكيرنا باستمرار أنه العدو إرسال رسالة إلى من يهمه الأمر أن على المملكة أن تنحني وتوافق على عودة السفيرة الاسرائيلية في عمان وإلا.

هذه "الـ إلا" أرسلتها دولة الاحتلال بلغات إشارة كثيرة، منها المؤتمر الصهيوني الذي عقد في مركز "تراث مناحيم بيغن" بالقدس المحتلة، بتنظيم من "المركز الدولي اليهودي الإسلامي للحوار"، تحت عنوان "مؤتمر الخيار الأردني – الأردن هي فلسطين".

لم يكتف الاحتلال بهذا. كانت هناك رسالة أخرى أعلن فيها الاحتلال عن إيقاف مشروع ناقل البحرين.

لكن هل حادثة السفارة الاسرائيلية في عمان التي يرفض الأردن فتح مقرها إلا بعد محاكمة قاتل الأردنيين هي وحدها السبب في افساد علاقة فاسدة؟

اللغة التي بات يتعامل فيها "العدو" معنا لم نعتد عليها سابقا. لغة يريد منا العدو أن نعتاد فيها على "السمع والطاعة"، وإلا فإن البدائل العربية متوفرة. فهل علينا أن نتوقع الأسوأ من "اسرائيل"؟

برزت مؤشرات كثيرة خلال الفترة الماضية باكتفاء دولة الاحتلال من المملكة باتجاه الخليج. لكن ماذا يعني ذلك..

في الحقيقة. الشعور العام أن الأردن لم يكن يمانع بذلك، وربما ساهم في دفع العلاقات العربية الإسرائيلية" إلى مزيد من التطبيع، على أن ما أثار حفيظته ليس هذا، بل هو في الاتجاه الذي نحت إليه هذه العلاقات الاسرائيلية.

لقد قفزت علاقات الاحتلال مع دول عربية، إلى حيز الأردن الديمغرافي والجغرافي والسياسي، فيما بات يسمى بصفقة القرن، أو قل مشروع سلام ترامب، ما يعني التصادم مع المصالح العليا للدولة الاردنية.

في الصفقة لا يوجد قدس. ولا يوجد مسجد أقصى. كما لا يوجد حق عودة. كل الخطوط الحمراء مفتوحة على مصاريعها لاحتمال تموضع المنطقة نحو ما يريده المحتل بحذافيره، من دون أن يترك لنا هامش كرامة. وهذا ما أقلق الاردن.

كل هذه الملفات المتفجرة تصيب المصالح الأردنية العليا بعنف. وهذا ما لا يمكن ان تسمح به المملكة.

وسط هذا السياق جاء اعتقال الزميلي.