وعلى اثر انسحاب القوات الصهيونيه من جنوب لبنان وانهيار جيش لبنان الحر وسيطرة حزب الله على المنطقه زاد نفوذه في لبنان وزاد أنصاره وزادت قوته وأخذ يتصرف في مناطق نفوذه بأعتباره صاحب السلطه المطلقه دون اعتبار لموقف مجلس النواب اللبناني والذي شارك الحزب فيه اعتباراً من انتخابات عام ١٩٩٢ بناء على طلب سوريه ومباركه طهران ورفض صبحي الطفيلي الأمين العام السابق للحزب لذلك وانشقاقه عن الحزب واتخاذه موقفاً معارضاً للحزب ولأيران . ودون اعتبار لمشاركه الحزب في الحكومه اللبنانيه في حكومه فؤاد السنيورة التي شكلت بتاريخ التاسع عشر من تموز عام ٢٠٠٥ بعد فتره وجيزه من اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري والذي وقع في الرابع عشر من شباط من نفس العام . والذي تم عن طريق شحنه متفجرة قويه وضعت في الطريق الذي كان يسلكه موكبه والذي اتهمت المحكمه الدوليه للنظر في قضيه اغتياله حزب الله بالمسؤوليه عن الأغتيال ووجهت الاتهام بذلك لأربعه من كوادره الاساسيين بالتعاون مع أطراف في النظام الحاكم في سوريه وذلك على خلفيه تداعيات ثوره الأرز والتي أدت الى انسحاب القوات السوريه من لبنان . وكان حزب الله كثيرا ما يضع العراقيل امام مجلس النواب والحكومه اللبنانيه . كما انه في عام ٢٠٠٦ انضم لتحالف الثامن من آذار بألأشتراك مع ميشال عون في مواجهه تحالف الرابع عشر من آذار .
وفِي نفس هذا العام وفي محاوله من حزب الله للضغط على حكومه الصهاينه لأطلاق سراح بعض المعتقلين ومنهم سمير قنطار ، فقد قامت مجموعه من عناصر الحزب بنصب كمين لدوريه صهيونية داخل الاراضي المحتله أدت الى مقتل ثمانيه من عناصرها وأسر أثنين من غير ان يكون قد نسق مع الحكومه اللبنانيه والجهات الامنيه فيه أو مع اَي من الدول ألعربيه وقد ترتب على هذه العمليه نتائج كارثية فقد شنت الدوله الصهيونيه هجوماً عنيفاً على لبنان استمر لمده اربعه وثلاثين يوماًوتم ايقافه بموجب القرار رقم١٧٠١ الصادر عن مجلس الأمن و استهدف الهجوم الصهيوني البنيه التحتيه اللبنانيه من طرق وجسور ومحطات توليد كهرباء ومطارات حيث تم تدمير ٧٢ جسراً و٦١ معمل ومصنع وتصدع ٣٤ آخرين وتدمير ٢٨٠٠٠ منزل وتصدع ١٤٠٠٠ أخرين وتدمير ٣٢٠٠محل تجاري و٦٢ مدرسه و١٧٥٠ سياره وعدد من الشاحنات وإغلاق ثلاث مطارات وتدمير ٤٥٪؜ من الطرق في لبنان وتدمير ٦٥٪؜ من البنيه التحتيه وتلف ٧٠ ٪؜ من الانتاج الزراعي وتلوث ٤٠٪؜ من الشواطئ بالاضافه الى التدمير الذي اصاب المنشآت السياحيه والخسائر التي لحقت بقطاع السياحه يضاف الى ذلك ٢٠٢٣ من القتلى و٣٣٤٠ من الجرحى من أعضاء الحزب والعسكريين والمدنيين . مقابل خسائر طفيفه لحقت العدو الصهيوني كان ابرزها مقتل ١٤٤ وجرح ٣٦٠ ما بين عسكريين ومدنيين قسم كبير منهم من عرب الجليل . والاهم من ذلك هو ان قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار نص على زياده أعضاء قوات اليونفيل ( قوات المراقبه الدوليه ) ب١٥٠٠٠جندي إضافي وانسحاب أعضاء حزب الله الى الشمال من نهر الليطاني وإحلال قوات من الجيش اللبناني مكانهم جنوبي النهر . مما وفر الأمن والحماية للدوله الصهيونيه نتيحه لهذه العمليه الغير مدروسه والغير محسوب حساب نتائجها والتي شكلت علامه فارقه بعد ذلك في تاريخ لبنان ونشاط حزب الله .
و بعد ان اصبح تواجد حزب الله محظوراً في الجنوب اللبناني فقد وجه الحزب اهتمامه نحو الداخل ليتمكن من فرض سيطرته على مفاصل الدوله اللبنانيه فقام في عام ٢٠٠٦ بسحب وزرائه من الحكومه وقام بتعطيل عمليه انتخاب رئيس جديد للجمهورية وشارك في اعتصام قوى الثامن من آذار في ميدان رياض الصلح في بيروت بهدف إسقاط حكومه فؤاد السنيوره وتشكيل حكومه جديده يكون لقوى المعارضه فيها الثلث المعطل وقد تحول هذا الاعتصام الى اعتصام مفتوح استمر ثمانيه عشر شهرا الى ان حصلت تطورات مهمه في شهر أيار من عام ٢٠٠٨ في الساحه اللبنانيه حين تم اكتشاف قيام حزب الله بتشغيل شبكه اتصالات خاصه به خارجه عن سيطرة الحكومه و قيامه بتركيب اجهزه تصوير ومراقبه في مطار رفيق الحريري في الضاحيه الجنوبيه واستخدام المطار لتزويد حزب الله بالاسلحه من ايران . وقد قامت الحكومه اللبنانيه بأصدار قرارات بأغلاق شبكه اتصالات حزب الله وبنزع كميرات المراقبه من المطار ونقل العميد وفيق شقير رئيس جهاز الأمن في المطار والمقرب من حزب الله من موقعه . الا ان حزب الله وحركه أمل والمجلس الشيعي الأعلى رفضوا الامتثال لهذه القرارات واعتبروها خطاً احمراً وأنها صادره عن حكومه غير شرعيه . وقامت قوات حزب الله وحركه أمل والحزب القومي السوري الاجتماعي بأجتياح بيروت والأستيلاء عليها كامله فيما انسحبت قوات الجيش والأمن الى خارج العاصمه ووقعت اشتباكات مسلحه بين عناصر حزب الله وانصاره مع عناصر من القوى المناصره للحكومه قتل نتيجة لها واحد وسبعون شخصاً . وعلى اثر ذلك عُقدت اجتماعات في الدوحه بين الطرفين تم على اثرها التوقيع على ما عرف بأسم اتفاق الدوحه والذي ينص على سحب الحكومه اللبنانيه لقراراتها وعلى انتخاب المرشح التوافقي ميشال سليمان كرئيس للجمهورية وتشكيل حكومه وحده وطنيه من ثلاثين وزيراً يكون سته عشر عضواً منها من تحالف الرابع عشر من آذار ، واحد عشر وزيراً من تحالف الثامن من آذار ويسمي رئيس الجمهورية ثلاثه وزراء محايدين . وقد قام فؤاد السنيوره بتشكيل هذه الحكومه بتاريخ الثاني عشر من آب ٢٠٠٨ واتخذت هذه الحكومه قراراً بالإجماع بالأعتراف بحزب الله كمنظمه مسلحه من حقها الاحتفاظ بسلاحها وعملها على تحرير باقي الاراضي لللبنانيه المحتله والمقصود بها مزارع شبعا بالرغم من ان هذه المنطقه كانت خاضعة للسيطره السوريه قبل ان تحتلها دوله الصهاينه وان الحكومه السوريه حليفه حزب الله لم تعترف بتبعيه هذه المنطقه للحكومه اللبنانيه . و قد استمرت هذه الحكومه لغايه التاسع من تشرين الثاني ٢٠٠٩ بعد ان أشرفت على الانتخابات البرلمانيه . وبذلك أصبحت قوي المعارضه تملك الثلث المعضل الذي اصبح بأمكانه تعطيل جميع القرارات الحكومية اذا لم يوافق عليها حزب الله وتحالفه مما أدى الى اصابه الدوله بألشلل .
وقد اعتبر حسن نصرالله ما حدث بأنه انتصار كبير لحزب الله والذي سهل تدفق الاسلحه الايرانيه عليه من خلال المطار وقام بفتح مخازن المطار لتصبح مستودعات للأسلحه لصالح الوحده المعروفه باسم الوحده ٨٠٠٠ التي تتبع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني . وبهذا اصبح حزب الله دوله فوق ألدوله بعد ان كان دوله في داخل الدوله .
يتبع غداً ٣ / ٣