مروان المعشر والارتطام بالحقیقة
النائب الدكتور مصطفى العساف
22-11-2017 05:21 PM
الدكتور مروان المعشر، عضو الوفد الأردني لمفاوضات السلام ووزیر الخارجیة الأردني الأسبق والسیاسي المعروف والمثقف اللیبرالي النشط والمحاضر الذي یطرح قناعاته بشجاعة رصینة وأدب حوار جم.
كانت محاضرته في مؤسسـة عبدالحمید شومان یوم الاثنین بتاریخ 6-11-2017 بعنوان الهویة الوطنیة بمثابة الإعلان عن الارتطام الشدید بالحقیقة المرة التي تقول أن الكیان الصهیوني لم یعد یرغب بالسلام، حیث أكد أن اسرائیل لم تعد كما كانت قبل 25 سنة منقسمة على عملیة السلام، حیث كان هناك قسم مع السلام وقسم ضد السلام.
اسرائیل الیوم بحسب مروان المعشر، أصبحت كلها ضد السلام. خصوصا مع استقدام حوالى ملیون یهودي من الاتحاد السوفیتي (روسیا) جلهم متعصب دینیا وسیاسیا.
أقول إن مثل هذا الطرح مجانب للصواب والواقع، ففي حقیقة الأمر أن الكیان الصهیوني بعصاباته منذ لحظة احتلاله لفلسطین، نشأ على الاغتصاب والكذب والمراوغة، ولم یكن في ثقافته الدینیة والسیاسیة أي معنى من معاني السلام، من عند عصابات شتیرن والهاجانا إلى یومنا هذا.
أما قضیة أن البعض منهم یرید السلام وأن حزب العمل لم یعد له حضور وتأثیر لدى المجتمع الصهیوني، أرجو أن نعلم جمیعا أن هذه مجرد مخادعات وخدع انطلت على كثیر من المثقفین والنخب السیاسیة العربیة. التي صدقت وروجت بأن مثل هؤلاء عندهم القابلیة للسلام، وحقائق التاریخ تشهد على ذلك، فقد كانت أهم الحروب والمجازر التي خاضها الكیان الصهیوني على فلسطین والعرب، إنما كانت بقیادة حزب العمل.
هل ننسى شمعون بیریز ومجزرة قانا، هل ننسى رابین وسیاسة تكسیر العظام، هل ننسى ایهود باراك.
أثار الدكتور مروان المعشر من خلال محاضرته اتفاقیة الغاز، وتساءل مستنكرا لماذا نحن كدولة نوقع اتفاقیة الغاز لمدة 15 سنة، في الوقت الذي یجب أن ننظر فیه إلى اسرائیل بطریقة مختلفة، هنا لا بد من القول أنه یجب أن تتظافر الجهود لرفض مثل هذه الاتفاقیة التي یرید الكیان الصهیوني من ورائها الهیمنة والسیطرة على الاقتصاد الأردني، وأن تبقى أجیالنا القادمة مرهونة القرار لهذه الاتفاقیة وأشباهها.
الكلمة الأخیرة في هذا المقام، وهي یجب أن نعترف بالفضل لكل الذین من البدایة، رفضوا السلام والتطبیع مع هذا الكیان، وقالوا أن هذا طریق مسدود، نعم إنهم كانوا على بصیرة ثاقبة ورؤیة واضحة.