طارق مصاروة .. وشيء من نور حروفه ولا تَملون
محمد خطايبة
22-11-2017 03:43 PM
يصادفك في دروب الحياة، اشخاص يضيفون لرصيد تجربتك بُعداً، ويزيدون من معرفتك عمقاً، ويفتحون لك أفقاً كان غائماً، من جعبتهم يخرجون شيئاً جديداً يحملونك في تلك الدقائق المتسارعة حين تقابلهم أمراً من الحكمةِ، أو نصيحة مثقالها ذهباً.
نشكر الحياة، او نشكر الظروف ؟ لأننا كنا جزءاً ولو صغيراً منهم، وكانوا جزءاً جميلاً من حياتنا في مهنة المتاعب، رجال لم ترهم الا والمحبة تسكن عيونهم، والدفء يستوطن قلوبهم .
على مقربة من مساكن النسور سكن، يسمع صوت الموسيقى على إيقاع الصمت، وموسيقاه لا تنحدر الى القيعان كي لا تتسرب مع الحصى والتراب .
سكن التل، وفي طريقه ذهاباً وإياباً دارة الراحل في حياته ومماتة الشهيد وصفي التل وعلى مشارف التل تعزف الطبيعة موسيقاها بروح ودفء .
طارق مصاروة "أبو علي" الساكن شمالاً جهة قلوب كل الاردنيين، أستذكرك هذا الصباح، مع أمل ودعاء بدوام الصحة والسعادة، صباحٌ أخضر وأنت تباشيره، ووجه نورك يغمرنا ويغمر محياك .
هذا اليوم يا "ابو علي" مكسو بجلال الفخر ، وريح الصبر، فيه حلم مختلف ، وأفق أمام العين نسمع صدى القلوب، ورجع الضلوع، وتلك الابتسامات والضحكات التي تملأ الآذان.
يومك يا " أبو علي " فيه للفّل أن يزهو بعطره وينثر سر رائحته والياسمين يتطاول بمرح على جدران منزلك، يشاغب ليحتضن دفء نافذة مواربة.
أستذكر نصائحك بتساؤلاتها، ماذا لو لم نجعل الأشياء الصغيرة تهزمنا؟
ونظرنا إلى الأشياء الكبير، بالتأكيد سنكسب السلة وما فيها ، ماذا لو شددنا ظهر الرجال بالرجال ؟ حينها تتفرق الثعالب.
اللقاء مع " ابو علي " كان على الدوام بلا ترتيب، أخذ كلمة او فكرة من عينٍ فاحصة وبصيرةٍ ثاقبة، ساعتها أصبح محظوظاً كفتى خطف هديته ومضى .
طارق مصاروة، لصباحه رائحة الياسمين، وندى شجر التين ، وان تمادى البحر في زرقته حضر، وإن غنت فيروز حضر، وإن جاء زحف العشب الاخضر حضر، يبهج الاماكن ويؤنسها بروحه وشيء من نور حروفه، ولا تملون .